قال المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان ، إنه مستعد لتقديم تنازلات لدفع حركة طالبان ، التي صعدت من هجماتها ضد قوات الناتو ، ملحقة في صفوفه خسائر فادحة ، للجلوس إلى مائدة المفاوضات ، مناشدا في نفس الوقت السعودية المساعدة في التوسط في محادثات السلام مع الحركة . و ناشد المجلس ، قيام الدين كشاف المتحدث باسم المجلس كل الدول الاسلامية المساعدة في التوسط لإنهاء الحرب التي دخلت عامها العاشر ، الا أنه كرر المطلب الذي تردده كابول وواشنطن منذ فترة طويلة بأن" ينبذ المتمردون العنف". حيث قال في مؤتمر صحفي بالعاصمة الافغانية، إن الحوافز لإغراء المقاتلين بوقف التمرد قد تتضمن تقديم وظائف ومنازل وأموال. على حد قوله. وكان الرئيس حامد كرزاي قد اقترح إنشاء المجلس المؤلف من 70 عضوا في مسعى لإنهاء عقود من العنف عن طريق المفاوضات وأقره مجلس شورى القبائل (الجيركا) في وقت سابق هذا العام. وقال كشاف إن المجلس استقر على الآلية التي سيعتمد عليها كخارطة طريق لبدء المفاوضات مع طالبان وتركز على البحث عن طريق "مشرف" يضمن عودة المتشددين للانخراط في المجتمع.مضيفا أن هذه العودة المشرفة تتضمن منح عناصر الحركة ، مناصب ومنازل ورواتب واحتراما للنفس. هم يريدون تنازلات سنعطيها لهم." في محاولة من حكومة كرزاي للتودد للحركة من أجل وقف هجماتها التي زادت حدتها . واكد مسؤولون من حلف شمال الاطلسي ومسؤولون افغان ، وجود اتصالات اولية بين حكومة كرزاي وطالبان. حيث قال أكبر مسؤول مدني في الحلف بافغانستان ، إن حكومة كابول فتحت قنوات مع بعض "قيادات طالبان البارزين." وقال مارك سيدويل من كابول "نحن بالفعل في مرحلة البداية لفتح قنوات اتصال بين الحكومة الافغانية وبعض زعماء طالبان البارزين ولا نعرف حقا ما إذا كانوا يقودون فحسب فصائل معينة أم يتحدثون نيابة عن جماعات أكبر." من جهتها ، أصدرت طالبان بيانا أول أمس ، تصف فيه ما تردد عن تقارير بشأن المحادثات بأنها "أكاذيب مفضوحة" و"دعاية عدائية منظمة". حيث قال البيان الصادر عن طالبان "تنفي إمارة أفغانستان الإسلامية بشكل صريح هذه الادعاءات الكاذبة حيث أنها لم ترسل أي وفود لإجراء محادثات كما أنها لا تعتزم التفاوض في ظل الاحتلال." ولطالما ضغطت طالبان من أجل انسحاب القوات الأجنبية التي يبلغ قوامها 150 الف جندي الموجودة حاليا في أفغانستان ، كشرط رئيسي لإجراء محادثات مع حكومة كرزاي. وكان كرزاي والمسؤولون الأمريكيون يصرون لسنوات على أن يقوم أي متشدد يريد الدخول في محادثات بنبذ العنف أولا والابتعاد عن القاعدة والقبول بالدستور الجديد وهي شروط رفضتها طالبان بشكل متكرر.