الاقتصاديات المتوسطية مطالبة بتطوير العمل المشترك والانتقال به إلى مرحلة بناء الشراكات الإستراتيجية قال الخبير الدولي في المعهد الفرنسي للأبحاث في محال الأمن الغذائي سيباستيان أبيس، أمس، إن الرهانات التي تعيشها اقتصاديات الحوض المتوسطي عميقة ومعقدة بالنظر إلى العديد من المعطيات والمستجدات، وقال ذات المسؤول إن الجزائر ومن موقعها كدولة محورية فاعلة في الضفة الجنوبية للمتوسط مطالبة بتعميق الإصلاحات في المجال الفلاحي أكثر ومواصلة "تصدير التجارب الناجحة" إلى الدول الجارة هذه الأخيرة في إشارة إلى المغرب وتونس ومصر، وبدرجة أقل ليبيا مجبرة على ضبط عاجلا وليس آجلا استراتيجيات تنموية محددة الأهداف في كافة المجالات وتأمين الموارد المائية، العنصر الأساسي الأول في أية عملية تنموية. وأضاف سيباستيان أبيس، أمس، في ملتقى حول رهانات الأمن الغذائي في المنطقة المتوسطية عقد بنزل الهيلتون بالعاصمة، أن الأمن الغذائي يمثل أولوية قصوى للدول المتوسطية، مؤكدا أن الأمن المائي المتوسطي يعتبر إحدى أولويات الاقتصاديات المتوسطية، لا سيما في الضفة الجنوبية، خاصة أن تداعيات تغير المناخ وظاهرة الاحتباس الحراري من شأنها أن تؤثر على مردود قطاع الموارد المائية، وبالتالي تراجع القوة الإنتاجية للقطاع الفلاحي في المنطقة. ومن الأولويات التي أوردها ذات المسؤول في مداخلته الافتتاحية لأشغال هذا الملتقى، الذي حضره العديد من الخبراء والأخصائيين في المجال من موفدي المفوضية الأوروبية، إلى جانب ممثلين عن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ووزارة الموارد المائية، تفعيل مخططات التنمية في المناطق الفلاحية ومواصلة برامج الاستصلاح الزراعي، وكذا تعزيز التجارة البينية في القطاع الفلاحي وتبادل الخبرات والتجارب والنقل السليم للتكنولوجية والتحرك في اتجاه تمكين القطاع الخاص والمجتمع المدني من الإسهام بفعالية في عملية التنمية الشاملة، إلى جانب التوظيف الأمثل لقدرات النفط والغاز الطبيعي بالمنطقة، مع الاستثمار المستدام فيها وبحث استغلال إمكانيات وطاقات أخرى في مجال إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة وعبر طاقات الرياح والشمس. وأضاف سيباستيان أبيس، أن الجزائر وعلى امتداد العشرية الماضية تمكنت من تخطي أشواط تنموية معتبرة على صعيد تأمين مواردها الغذائية تبعا لتعليمات وتوجيهات أعلى السلطات في البلاد، وكانت تجاربها في هذا المجال محل استنساخ من طرف العديد من الاقتصاديات العربية، مؤكدا أن الإمكانيات المادية والبشرية التي تتمتع بها الجزائر تمكّنها من كسب الرهان بأقل التكاليف. وأفاد سيباستيان أبيس أن ضفتي المتوسط في الوقت الراهن، مطالبة بتطوير العمل المشترك والانتقال به إلى مرحلة بناء شراكات جديدة، وذلك للتفاعل مع آثار العولمة ورهانات التغيير المناخي. من جهتهم، أكد ممثلو عدد من المنظمات غير الحكومية من إيطاليا وفرنسا على عزمهم لتطوير منظومة العمل المشترك في الحوض المتوسطي وتباحث آلياتها التنموية بصفة دورية منتظمة، خاصة بما يتمشى مع متطلبات المرحلة القادمة. وقد تباحث الخبراء الأجانب مع نظرائهم، في لقاءات منفصلة، سبل إيجاد قنوات اتصال مستمرة. كما ألحوا على ضرورة تنظيم مثل هذه اللقاءات والمنتديات بشكل دوري، لتقييم العمل الجاري وتحديد خارطة النشاطات المستقبلية.