انتقدت سامية بن عباس في "ندوة صحفية" نشطتها بمقر مخبر معهد زرزارة قسنطينة السياسة المعمول بها في الجزائر وإهمال السلطات العليا لهذا القطاع الحساس، الذي عرف تأخرا كبيرا على كل المستويات بدليل النقص الكبير في الهياكل البيداغوجية وافتقار القطاع إلى مختصين بالمقارنة إلى الدول الأخرى، وفي مقدمتهم فرنسا لتشير في سياق متصل اعتماد وزارة التعليم العالي على النصوص القانونية القديمة وعجز الجامعة الجزائرية في تكوين الإطارات، والدليل على ذلك أن المهندسين المعماريين هم الذين يسيرون قطاع التعمير. تشرع الجمعية الدولية لترقية العليم والبحث في التهيئة والتعمير ( Aperau ) ابتداءً من أمس السبت 30 أفريل 2011 بقاعة المحاضرات محمد الصديق ين يحي جامعة منتوري قسنطينة في عقد جلستها العالمية الأولى في الجزائر، من خلال الملتقى الدولي الأول حول قطاع التعمير في الجزائر، نظمه مخبر الهندسة المعمارية والتعمير لعرض تجربة الجامعة الجزائرية في مجال التعمير والمستوى العلمي الذي بلغته وما تتوفر عليه من طاقات علمية في هذا المجال، كما ستشرف الجمعية الدولية على تقييم قدرات المخبر في هذا المجال تحت إشراف رئيسها البروفيسور ديديي DIDIER ، وهذا من أجل حصول المخبر على العضوية الدائمة داخل الجمعية الدولية.. وتضم الجلسة العالمية الأولى التي تعقدها الجمعية في الجزائر بلدان إفريقيا وبلدان الشرق الأوسط، ويدوم الملتقى الدولي إلى غاية الخامس من شهر ماي، يناقش فيه خبراء أجانب وأستاذة من جامعة قسنطينة وتيزي وزوواقع قطاع التعمير في الجزائر، قسم الملتقى إلى 06 محاور أساسية، أولها الوقوف على النسيج العمراني الذي يمثل طابعا تاريخيا مثل المواقع الأثرية بما فيها المدن القديمة في الجزائر ( السيويقة والقصبة)، كما سيتطرق الملتقى الدولية إلى واقع البنايات القديمة التي شيدت منذ الاستعمار، والوقوف أيضا على الميكانزمات والآليات التي تجعل من المدن الكبرى وبخاصة قسنطينة قطبا وعصرنتها في إطار مشاريع التحسين الحضري، كما سيناقش الملتقى الدولي في المحور الرابع إشكالية الحكامة والدراسات الإستشرافية، ثم التطرق إلى مختلف الأخطار التي تهدد الأنسجة العمرانية بالمدن الكبرى وحركيتها، وهي عبارة عن ورشات يؤطرها أستاذة مختصين من مختلف الدول ( فرنسا، إيطاليا، بروكسل وغيرها..) حيث ستكون عاصمة الشرق نموذجا، ومن بين المحاضرين البروفيسور ( بيار ميرلان) P.MERLIN مدير التعمير والتهيئة العمرانية بالسربون والرئيس الشرفي للجمعية الدولية الذي سيقدم محاضرة علمية حول نشأته وتاريخ التعمير وكيف تطور هذا القطاع مع عرض التجربة الفرنسية في هذا المجال.. وقالت مديرة المخبر في الندوة الصحفية أن التلاعب في توزيع الصلاحيات حسب الكفاءات كان سببا في فشل الكثير من المشاريع، فعلى سبيل المثال نجد كما قالت مجال التحسين الحضري الذي هو في الأصل من مهام المختصين في التعمير يقوم بها في الوقت الحالي مهندسون معماريون، ولهذا تحدث الأخطاء في الدراسات، وكشفت بن عباس عن دراسة أنجزتها شركة سيميكسول SEMICSOL الفرنسية، وأشارت إلى وجود مناطق ضمن المنطقة الحمراء، وهي تشكل خطرا بسبب الانزلاقات ومن الصعب إنجاز فيها مشاريع، وتبين من خلال دراسة ثانية قامت بها لجنة وزارية أن المنطقة لا تشكل أي خطر، ولكون قطاع التعمير يفتقر إلى أخصائيين، فإن المعهد يعتمد في عملية التوظيف حسب مديرة المخبر على موظفين في مديرية التعمير ومكتب الدراسات إيرباكوفي تأطير الطلبة، نظرا لما اكتسبوه من خبرات ميدانية، كما أن بعض الاختصاصات ما تزال لا توليها الوزارة أدنى أهمية مثلما هوالشأن بالنسبة لتخصص تسيير وتقنيات الحضرية GTU، وتتوفر الجامعة الجزائرية على معهدين فقط في هذا التخصص هما معهد المسيلة الذي افتتح في نهاية الثمانينيات ومعهد قسنطينة افتتح في 2005، ورغم ذلك فهو يعاني من نقص التأطير الكافي. وأوضحت المتحدثة إلى قدم النصوص القانونية التي تعود إلى سنوات ألاستعمار رغم ما تشهده البلاد من تطور، وهذا يدل كما قالت على عجز الجامعة الجزائرية في تكوين ألإطارات في هذا المجال، والدليل على ذلك أن المهندسين المعماريين هم الذين سيرون قطاع التعمير رغم أن لا علاقة لهم بهذا القطاع الذي يتطلب أخصائيين وممارسات ميدانية، كما أن ضعف البرامج جعلت الكثير من الطلبة يدبرون على هذا الاختصاص، علما أن عدد الطلبة الذين يتابعون هذا الاختصاص بجامعة زرزارة بلغ عددهم 2660 طالب للموسم الجامعي الحالي 2020 – 2011 لا يوجد منهم سوى 450 يتابعون هذا الاختصاص، وحسب المتحدثة فإن 08 طلبة يحضرون رسالة دكتوراه سيتخرجون كدفعة أولى في هذا الاختصاص.