بدأت حمى المباراة المصيرية المرتقبة بين المنتخب الوطني ونظيره المغربي، يوم السبت المقبل، تجتاح الشارع الرياضي الجزائري، حيث ورغم انخفاض مستوى شعبية "الخضر"، إلا أن أهمية المباراة جعلت الأنصار يهتمون بها أكثر خاصة وأن الأمر يتعلق بداربي مغاربي كبير، وأكبر ما يهم محبي الخضر هي الخطة التي سيدخل بها المدرب بن شيخة المباراة وكذلك هوية التشكيلة التي سيعتمد عليها لا سيما في ظل تعدد الخيارات أمامه وبالدرجة الأولى على مستوى خط الوسط، إذ يتوقع الكثير من المتتبعين أن يرتكز الجنرال في بناء الخطة على منطقة الوسط لأن السيطرة عليها تعني ربح المعركة كما أنها تساعد على إيقاف زحف أسود الأطلس ومنعهم من إيصال الكرات إلى المهاجمين. ويرى بعض التقنيين أن هذه الخطة هي الأنسب خارج القواعد. وفوق هذا، فإن بن شيخة يملك عناصر تتواجد في أوج عطائها على غرار حسان يبدة، مهدي لحسن، خالد لموشية وعدلان قديورة، وكلهم يستحقون مكانة ضمن التشكيلة الأساسية، وبقدر ما يعتبر هذا الأمر إيجابي إلا أن لديه جوانب سلبية تتمثل بالدرجة الأولى في صعوبة الاختيار لدى المدرب. زياني، قادير، بودبوز وجبور ضمنوا مكانة أساسية بنسبة كبيرة بينما لا يتوقع هؤلاء أن يجد بن شيخة مشاكل في اختيار لاعبي الوسط الهجومي والأجنحة وكذلك الهجوم، فمع عودة المدلل كريم زياني، فمركز صانع الألعاب سيكون من نصيبه كما ستوكل له مهمة تموين المهاجمين وتنفيذ الكرات الثابتة، ويتواجد نجم فالنسيان الفرنسي فؤاد قادير في أحسن رواق للدخول كأساسي واللعب في منصب جناح أيمن، لا سيما بعدما نصح الخبراء بن شيخة بالاعتماد عليه في ذات المنصب وعدم إقحامه في الدفاع. وبالمقابل، فإن رياض بودبوز سيشغل منصب الجناح الأيسر في ظل نقص المنافسة لدى المهاجم كريم مطمور، بينما ليس هناك خيار آخر أمام الجنرال في الهجوم لكون التعداد الحالي لا يتوفر على الكثير من المهاجمين، وبالتالي فأغلب الظنون تتوجه إلى هداف أولمبياكوس اليوناني رفيق جبور مع إمكانية إقحام هلال سوداني كورق رابحة خاصة بعد تمكنه من التسجيل في المباراة الودية التي جمعت الخضر بفريق ديبورتيفا مينيرا الذي ينشط في الدرجة الثالثة الإسبانية. بن شيخة سيعتمد على الخطة الدفاعية واللعب المغلق وبخصوص الخطة التي سيدخل بها بن شيخة، فيعتقد الكثيرون أنه سيعتمد على اللعب الدفاعي مع الهجمات المرتدة، لا سيما وأن المنتخب المغربي سيرمي بكل ثقله إلى الأمام بغية التسجيل لتحقيق رغبة الأنصار، وبشكل أوضح فقد ينتهج أسلوب اللعب المغلق حفاظا على نظافة الشباك مع محاولة مفاجأة المنافس بهدف يزعزع استقراره، ويدرك المدرب الوطني جيدا أن الضغط سيكون اكبر على الخصم، لأنه يلعب أمام جماهيريه وعلى ميدانه ويسعى للثأر لهزيمة الذهاب، وبالتالي فمن الضروري على أشباله اللعب بهدوء وتسيير المباراة بذكاء، خاصة وأنها تعتبر فاصلة لتحديد هوية المتأهل بنسبة كبيرة. وأكثر من ذلك، فإن "الخضر" أثبتوا أنهم لا يتأثرون بالضغط الجماهيري عندما يتعلق الأمر بموعد مصيري. زياني "الجانب النفسي له أهمية كبيرة في مباراة المغرب" أكد مدلل الخضر كريم زياني أن حظوظ المنتخب الوطني وفيرة للظفر بالنقاط الثلاث في المواجهة القادمة أمام المنتخب المغربي، حيث قال إن كل اللاعبين يتمتعون بلياقة جيدة وهم جاهزون نفسيا، فضلا عن الإرادة والعزيمة الكبيرتين، وصرح زياني للقناة الإذاعية الثالثة قائلا "نحن نلعب من أجل الفوز،الأفضل تحضيرا من الناحية النفسية هومن سيحسم النقاط الثلاثة لصالحه لأن اللقاء سيلعب في ذهن اللاعبين قبل كل شيء"، ويفهم من هذا الكلام أن الجانب السيكولوجي سيكون له دور بارز في هذه المباراة، ولذلك فقد ركز عليه المدرب بن شيخة كثيرا خلال الحصص التدريبية في مركز لا مانغا الإسباني. يذكر أن زياني قد غاب عن مباراة الذهاب في عنابة في آخر لحظة بعد تعرضه لإصابة أثناء الحركات الإحمائية قبيل انطلاق المواجهة، وبالتالي فإنه لا ينوي تضييع هذا الموعد الحاسم مرة أخرى.