أكد المكلف بالإعلام للديوان الوطني للأرصاد الجوية، إبراهيم عنبر، أن الاضطراب الجوي الحالي، والذي خصّ المناطق الغربية ثم امتدّ للمناطق الوسطى والشرقية جاء من أوروبا الغربية وزاد نشاطه إثر تشبّعه بالرطوبة لدى مروره بالبحر الأبيض المتوسط، قد أعطى أمطارا معتبرة بالنسبة لهذا الفصل وهذا الشهر الذي يعتبر شهر الاضطرابات الجوية، ما أنتج في بعض المناطق تساقطا عاديا للثلوج على المرتفعات التي يتجاوز علوها 800 متر. وكشف السيد عنبر أن الأمطار التي تشهدها المناطق الشرقية ستستمر لغاية، صبيحة اليوم، فيما يخص المناطق الشرقية، وبالنسبة للمدن الوسطى فإن الجو بها سيكون مشمسا إلى قليل الغيوم، كما أوضح بأن الجنوب سيعمه جوّ مشمس باستثناء الهڤار والطاسيلي حيث سيسجل تساقط أمطار محلية. كما أوضح عنبر إبراهيم بأن الأيام القادمة، ابتداءً من يوم الأربعاء لغاية نهاية الأسبوع، فالأجواء ستكون مشمسة إلى قليلة الغيوم مع احتمال سقوط بعض الأمطار بالمدن الغربية، وستتراوح درجة الحرارة حدود ال 25 درجة مئوية. ومن جهته، أكد المكلف بالإعلام لدى مصالح الحماية المدنية، الملازم الأول "برناوي نيسم"، أن الأحوال الجوية السيئة، أول أمس، سدّت بعض الطرق على مستوى ولاية الطارف، على مستوى الطريق الولائي 84 بالذرعان، والتي تمكّنت مصالح الحماية المدنية من فتحه، وبمنطقة بوثلجة قرب رغيدة والذي لا يزال معغلقا بسبب الأمطار. وأوضح الملازم الأول، برناوي نسيم، أن وحدات الحماية المدنية لا تزال مستعدة 24/24 ساعة لمواجهة أي طارئ ناجم عن اضطرابات الأحوال الجوية المحتملة. بداية أسبوع "استثنائية" تعرقل حركة السير في عدة ولايات شرقية وكانت قد شهدت معظم مناطق شرق البلاد، مطلع هذا الأسبوع، تساقطا مكثفا للثلوج والأمطار، إذ تسببت في عرقلة حركة المرور لبعض الولايات ووقوع عدة حوادث سير. وقد وصف مختصو الأرصاد الجوية هذه الوضعية المناخية والتي سادت عديد الولايات، منها باتنة، سطيف، تبسة، ڤالمة وعنابة ب "الاستثنائية" في الشهر الجاري، حيث أدّى التساقط المعتبر في كميات الثلوج إلى عرقلة حركة المرور وجعلها "جد صعبة" في بعض المناطق. فبولاية باتنة تسبّبت هذه الوضعية، بداية الأسبوع، حسبما علم من مصادر طبية، في وفاة شخص فيما أصيب 13 آخرون بجروح في 5 حوادث مرور وقعت بمناطق متفرّقة عبر الولاية. ومن جانبها، أفادت مصالح الحماية المدنية، أن سوء الأحوال الجوية أسفر عن وقوع 4 حوادث مماثلة بمدينة باتنة وضواحيها من بينها حادث اصطدام بين شاحنتين وانحراف سيارة خلّف سبعة جرحى. كما أوضحت مصالح الدرك الوطني، أن العديد من محاور الطرق غير الصالحة أمام حركة المرور، تتطلب إعادة فتح بعضها، إلى جانب تدخّل فرق الأشغال العمومية، خاصة عبر ولايتي سطيفوأم البواقي. وسجلت بولايتي ڤالمة وعنابة سقوط كميات معتبرة من الأمطار، فاقت في ڤالمة لوحدها 48 ملم خلال الأحد الماضي -حسبما أفادت به محطة الأرصاد الجوية المحلية-. وسمحت هذه الأمطار بتحسين منسوب مياه وادي سيبوس وكذا سد بوحمدان الذي كان يخزّن إلى غاية نهاية الشتاء الأخير أزيد من 90 مليون متر مكعب من المياه -حسبما أفادت به مديرية المصالح الفلاحية-. أما عنّابة، فقد سجلت تساقط 44 ملم من الأمطار بداية الأسبوع -حسب تصريح مصلحة الأرصاد الجوية لمطار "رابح بيطاط"-، معتبرة هذا المستوى من الأمطار المتساقطة، بالمتميز بالنظر إلى معدل التساقط الشهري لهذه الفترة من السنة المقدرة ب 50 ملم وذلك مقارنة بكميات التساقط المسجلة خلال أفريل طيلة السنوات الخمسة المنصرمة. وإلى غاية صبيحة اليوم، أبدت المصالح الفلاحية من جهتها، تخوّفا من أن يخلّف هذا الاضطراب الجوي أضرارا على مستوى حقول الحبوب، لا سيما سهول منطقة الحجار. الثلوج تسدّ بعض الطرق الرئيسية بشرق البلاد ورغم تأكيد المكلف بالإعلام للديوان الوطني للأحوال الجوية، عنبر إبراهيم، في اتصال ب "الأمة العربية" على أن تساقط الثلوج يبقى غير مرتقب ابتداءً من اليوم الثلاثاء إلى غاية يوم الجمعة القادم، فإن تساقط الثلوج يومي السبت والأحد الماضيين، على المرتفعات التي يتجاوز علوها 800 متر، أدت إلى قطع عدد من الطرقات عبر ست ولايات من وسط وشرق الوطن. وحسبما جاء في بيان تابع لقيادة الدرك الوطني، فقد سدّت الثلوج الطريق الوطني الرابط بين ولايتي تيزي وزو والبويرة على مستوى المكان المسمى، فج تيروردة، بسبب تراكم الثلوج، كما هو الحال على الطريق الوطني بولاية البويرة والمسدود بمنطقة أسول تيكجدة ببلدية الأصنام. ومن جهتها، لم تسلم ولاية البويرة من تأثيرات سوء الأحوال الجوية على مستوى الطريق الوطني الرابط بين بوسعادة والمسيلة وبالضبط ببلدية المعاريف نتيجة ارتفاع منسوب المياه وتراكم التربة والأوحال. أما في ولاية خنشلة، يوجد الطريق الوطني الرابط بين ولايتي أم البواقيوخنشلة على مستوى دوار بقيطان ببلدية عين الطويلة مقطوعا وكذا الطريق الوطني الرابط بين بلديتي الشيليا وقايس وذلك بسبب تراكم الثلوج. وفي المقابل، انقطعت ثلاثة طرق وطنية بولاية باتنة، بسبب كثافة الثلوج وهي الطريق الوطني الرابط بين ولايتي باتنةوسطيف مرورا بمروانة، على مستوى بلدية حيدوسة، وكذلك بالنسبة للطريق الوطني الرابط بين باتنة وبسكرة مرورا بأريس على مستوى بلدية واد الطاقة والطريق الرابط بين ولايتي باتنة وبسكرة مرورا بثنية العابد. وبولايتي سطيفوتبسة، فاجأ التساقط الغزير للثلوج السكان لا سيما سائقي المركبات الذين واجهوا صعوبات في حركة المرور، ففي تبسة، ظلّت عديد الطرق، أول أمس الأحد، مقطوعة أمام حركة المرور بسبب تراكم كميات هامة من الثلوج بلغ سمكها ليلة السبت إلى الأحد أزيد من 40 سم على مستوى بعض المناطق.