بدأت المشاكل تحيط باللاعبين المحترفين في صفوف المنتخب الوطني من كل جانب، حيث وبعدما فقدوا الكثير من نجوميتهم في الجزائر عقب الإخفاقات المتكررة مع "الخضر"، فإنهم يواجهون متاعب جمة في تحديد مصيرهم الإحترافي، إذ وجدوا أنفسهم مضطرين للبقاء في نواديهم رغم أنهم يدركون مسبقا حجم المعاناة التي يعيشونها معها في كرسي الاحتياط، وهو الأمر الذي يبعدهم أكثر فأكثر عن صفوف المنتخب، خاصة مع تأكيد المدرب الجديد وحيد حاليلوزيتش بأنه لا يعترف أبدا بالأسماء، بل بالأكثر استعدادا نفسيا وبدنيا، ما يعني المزاحمة المتوقعة للمحليين المتألقين، وقد فهم البعض من نجوم سعدان وبن شيخة بأن مشاركتهم لم تعد مضمونة كالسابق، عندما كانت توجه لهم الدعوة رغم كونهم مصابين أو قليلي منافسة. اللعب كاحتياطي في أوروبا أو التوجه نحو أندية الخليج... خيار محترفي "الخضر" ولعل أهم ما أثر على مستقبل هؤلاء المحترفين، هي الهزيمة الثقيلة التي تكبدها المنتخب الوطني مؤخرا على يد نظيره المغربي، لا سيما الأداء الباهت الذي قدمه رفقاء زياني والذي أطاح بقيمتهم في سوق الإنتقالات الصيفية، حيث فتحت هذه الوضعية المجال واسعا امام الأندية الخليجية لاستغلال الموقف واصطيادهم من أوروبا وباالتالي هي بداية اختفاء نجوميتهم، إذ لا يمكن مقارنة مستوى المدافع بلحاج عندما كان ينشط في أحد أحسن البطولات في العالم ومستواه حاليا في البطولة القطرية. وعلى ضوء المعطيات المتوفرة، فإن أغلب محترفي "الخضر" سيجدون أنفسهم جميعا في الخليج، خاصة في حال استبعادهم من صفوف المنتخب، إذ لا خيار آخر حينئذ أمامهم سوى قبول الفكرة، رغم صعوبتها، أو البقاء في أنديتهم الحالية والاحتفاظ فقط بلقب "ألعب في أوروبا" حتى ولو كان ذلك فقط على مقعد البدلاء. بوڤرة بين البقاء في رانجرز أو الإلتحاق ببلحاج، ويبدة يبقى يراوح مكانه في مفترق الطرق ولا تكاد تختلف أوضاع هؤلاء "النجوم"، حيث ورغم كل ما قيل حول مستقبل المدافع مجيد بوڤرة وانتقاله الوشيك إلى البطولة الإنجليزية، إلا أن ذلك الكلام كان مجرد إشاعات، لأن كل المؤشرات توحي بأنه سيبقى في صفوف فريقه الحالي غلاسكورانجرز الأسكتلندي الذي سيشارك الموسم المقبل في رابطة الأبطال الأوروبية وهي المنافسة التي يرغب فيها كل لاعب، وهذا رغم انخفاض القيمة المالية مقارنة بالعروض المغرية التي وصلته من قطر والتي قد تجعله يغير وجهته في آخر لحظة، لا سيما وأنه أضحى لا يبحث عن الشهرة وسنه قارب الثلاثين بقدر ما يبحث عن الأموال الطائلة التي تدرها عليه الأندية الخليجية. ويتواجد حسان يبدة في مفترق الطرق ولم تتحدد وجهته القادمة بعد، حيث لا يبدوأن فريق نابولي سيبقيه في صفوفه نظرا للقيمة الكبيرة التي عرضها ناديه الأصلي بنفيكا البرتغالي. وفي تلك الحال، فإنه سيخسر أهم هدف يريد تحقيقه وهوالمشاركة في رابطة الأبطال. ولكن مع اقتراب غلق سوق الانتقالات، فالحل الوحيد أمامه هو قبول أي عرض يأتيه ولو كان زهيدا من أجل تفادي البطالة الموسم القادم وفقدان منصبه في المنتخب الوطني. زياني يفقد نجوميته، مطمور يغيب عن الأضواء وعنتر باتجاه صحراء الخليج ويبقى الخاسر الأكبر هو كريم زياني الذي كان يعتبر من أغلى الصفقات قبل موسمين، وتحديدا عندما انتقل من مرسيليا الفرنسي إلى فولفسبورغ الألماني، حيث وجد نفسه يصارع في نادي كايزر سبور التركي، وذلك بجلوسه المطول في كرسي الاحتياط. وحسب كل المعطيات، فإن معاناته ستتواصل لكون الفريق التركي أبدى رغبته في التخلي عن خدماته مقابل نوايا فولفسبورغ بإلغاء عقده معه، وهو نفس الوضع الذي يعيشه زميله كريم مطمور في صفوف مانشنغلادباخ الألماني. حيث وأمام غياب أي عرض مقبول، فإنه مضطر إلى تجرع آلام الاحتياط للموسم الثاني على التوالي. وبدوره قد يغادر المدافع عنتر يحيى ألمانيا وبريقها إلى الخليج، لأنه السبيل الوحيد الذي يجعله يتفادى اللعب لموسم آخر في الدرجة الثانية. الهلال السعودي يتصل ببودبوز ومعاناة غزال قد تتجدد لموسم آخر وظن النجم الجديد للمنتخب الوطني رياض بودبوز أنه وصل حقا إلى القمة بالنظر إلى الإعجاب الكبير الذي يحظى به كلما جاء إلى الجزائر، أين أصبح مطلب الجماهير في مباريات "الخضر"، غير أنه اكتشف أن العروض الكثيرة التي وصلته من اندية أنجليزية وفرنسية وألمانية ما هي إلا مادة للإستهلاك الإعلامي فقط. ولحسن حظه، فإن إدارة فريقه سوشو الفرنسي لم تبد أي نية في التخلي عن خدماته نظرا لكونه قطعة أساسية في صفوفه، في حين فقد فندت إدارة الهلال السعودي كل ما قيل بشأن العرض الذي قدمته للحصول على خدمات رياض، حيث أكد رئيس الهلال أنه يريد هذا اللاعب بعد موسمين وليس للموسم القادم. ويعاني المهاجم عبد القادر غزال الأمرّين في إيطاليا، خاصة بعدما سقط فريقه باري إلى القسم الثاني. وبما أنه لا يريد اللعب في هذا المستوى، فإنه سيجد نفسه مضطرا للعودة إلى فريقه الأصلي سيينا الذي عاد إلى قسم الأضواء، وهنا من المحتمل أن يمر عليه الموسم وهو في كرسي الاحتياط نظرا لتدني مستواه واستبعاده من صفوف المنتخب الوطني. حاليلوزيتش يريد ألكسندر دلال ضمن الطاقم الطبي ل "الخضر" هذا، وحسب ما نشرته صحيفة "لو بروغري" الفرنسية، فإن المحضر البدني السابق لنادي ليون أليكسندر دلال سيلتحق بالطاقم الطبي لمدرب المنتخب الوطني الجديد وحيد حاليلودزيتش، لكونه عمل معه مساعدا لمدة خمس سنوات من قبل في فريق ليون، حيث ترك دلال صفوف هذا الأخير مع نهاية هذا الموسم بعد أن انضم إليه في سبتمبر الماضي ليأخذ مكان فيسنتي ايسبيي، الذي كان محل انتقاد بسبب كثرة الإصابات.