أكد المفكر والأديب المعروف جابر عصفور بالجزائر العاصمة أن تجربة الجزائر في تاريخ الأدب العربي هي تجربة "متميزة"، وأوضح عصفور خلال نزوله ضيفا على ندوات الصالون الدولي للكتاب في طبعته ال 16 أن للجزائر "تجربة رائدة ومتميزة" في تاريخ الأدب العربي، مشيرا إلى أن من ينكر ذلك قد يكون مجحدا نظرا للزخم الثقافي المتنوع الذي عرفته الجزائر خلال السنوات الماضية. وأضاف ذات الأديب أن الأدب الجزائري هو امتداد للأدب المصري والسوري، مؤكدا أن "السياسة تجعل ربما الشعوب العربية تختلف فيما بينها بينما الأدب يجمعها في كل الأحوال". وفي حديثه عن العلاقات الجزائرية المصرية، خاصة بعد حادثة أم درمان "ثمن" الأديب المصري هذه العلاقات، معتبرا إياها "قوية، ولا يمكن لأي حادثة مهما كانت أن تؤثر عليها"، مستدلا في ذلك "اختلاط الدم الجزائري بالدم المصري في قناة السويس عقب استشهاد جنود جزائريين" إثر الاعتداء الإسرائيلي على مصر. وأوضح الأديب المصري أن قبوله لجائزة القذافي للأدب كان من منطلق "مبادئ هذه الجائزة من جهة، وكذا مستوى لجنة التحكيم العالمية" التي ترأستها معترفا في الوقت ذاته بأن القذافي "مستبد". وأضاف أنه اعتذر عن هذه الجائزة عند قيام الثورة في ليبيا إلا أنها منحت له رغم أنه طلب منه مقابلة القذافي عندما ذهب لاستلام الجائزة، وكذا الحديث عن إسهاماته الأدبية و هو ما رفضه الأديب على حد تعبيره. وعن أسباب رفضه منصب وزير الثقافة المصري أكد ذات المتحدث أنه اضطر إلى تقديم استقالته بعد سبعة أيام من توليه منصبه، نظرا لأنه وجد نفسه ضمن قائمة "تضم 15 وزيرا مصريا مفسدا". واعتبر في سياق حديثه عن الأزمة المصرية أن هذه الأخيرة لا يمكن أن ينقذها إلا تشكيل "جبهة إئتلاف وطني" تضم كل القوى الوطنية والسياسية دون إقصاء لأي طرف. وأفاد أن الشعب المصري أراد الإطاحة بالنظام المصري، إلا أنه "ما يزال قائما لحد الساعة"، مشيرا إلى أن "مصر تعيش حاليا حالة مخاض عسير" كما أن "مصر بعد 25 جانفي لا يمكن أن تعود كمصر التي كانت قبل هذا التاريخ". وفي سياق المحاضرة أثار الأديب المصري الحديث عن فن الرواية الذي اعتبره " فنا صاعدا" في الآونة الأخيرة مقارنة بالشعر. يذكر أن الأديب جابر عصفور هو مفكر وصاحب أطروحات حول التراث العربي، حيث شغل منصب وزير الثقافة بمصر لعدة أيام عقب ثورة 25 يناير 2011 وله عدة مؤلفات منها "الصورة الفنية في التراث النقدي و البلاغي" و"قراءات التراث النقدي" و"محنة التنوير" و "زمن الرواية"، وكذا " النقد الأدبي والهوية الثقافية".