علمت" الأمة العربية" من مصادر مقربة من الإدارة العامة للضرائب أن هذه الأخيرة تتكبد سنويا خسائر تقدر ب 80 مليار دينار أي ما يعادل حوالي نصف إيراداتها و ذلك من جراء تنامي و اتساع رقعة المناطق التجارية الموازية عبر الوطن ، حيث أحصت المديرية حتى تاريح 30 سبتمبر المالضي أكثر مت 100 منطقة تجارية غير شرعية عبر 40 ولاية متخصصة في تسويق قطع الغيار و التجهيزات الكهرومنزلية و الهواتف النقالة و أجهزة الاتصالاات ، معظمها " مقلدة " .. يحدث هذا في ضل استمرار تقاعس الوصاية عن التدخل لوضع حد لهذا النزيف المالي الذي يزداد يوم بعد يوم . وأضافت مصادرنا أن المناطق التجارية الموازية التي تم إحصاءها تنتشر في كبريات الولايات على غرار الجزائر العاصمة و سطيف و عنابة و قسنطينة و وهران و تمنراست و باتنة ، نشاطها محتكر من طرف شبكات التهريب و القرصنة و عمليات الاستيراد الفوضوي التي تتم في العالب عن طريق شركات وهمية .و تختص هذه الأسواق في الترويج للمنتجات الكرومنزلية و تجهيزات الاتصالات مثل الهواتف النقال و المستقبلات الرقمية و لواحق أجهزة الإعلام الآلي و أيضا قطع غيار السيارات ، 80 بالمائة منها مستوردة من تايوان و الصين و فيتنام عبر دول شرق أوسطية و تعرض بأسعار منافسة جدا تقل عن أسعار المنتجات الأصلية في المساحات التجارية و الأسواق النظامية بنسب تتراوح ما بين 40 و 70 بالمائة الأمر الذي يجعل الطلب عليها متناميا .و كان منتدى رؤساء المؤسسات الاقتصادية FCE قد طالب مرارا عبر بياننتات و مراسلات الى السلطات العمومية للتدهل لوضع حدج لهدا النزيف الذي يضرب الاقتصاد الوطني في الصميم و تسببه في خسائر بالملايين للمصنعين المحليين من جراء عمليات القرصنة التي طالت منجاتهم في السوق المحلية إلا أن "صرخة" المنتدى لم تجد الأذان الصاغية إلى درجة أن خامر الشك العديد من المتعاملين الاقتصاديين المحليين من المصنعين و المستوردين النظاميين في وجود تواطؤ بين الإدارة و بعض الفاعلين الأساسيين في شبكات " التجارة الموازية " و الاستيراد الفوضوي و القرصنة و التقليد .و قال المنتدى في أخر نشراته على شبكة الانترنيت أن هذه الأسواق تنشط خارج اطر الدولة للجباية و الضريبة مشككا في رقم 80 مليار دينار الذي قدمته الإدارة العامة لضرائب مؤكدا أن الخسائر المنجرة عن عدم الاشتراك و الفوترة في النطام الجبائي الوطني كبيرة و أن رقم التهرب يفوق الصرح به . و يشتكي العديد من المصنعين المحليين الذين التقينا بهم على هامش فعليات الصالون الوطني للصناعات الكهربائية و التجهيزات الكهرو منزلية المنظم حاليا بقصر المعارض من تداعيات " تسونامي القرصنة و التقليد " على أداءهم و ابدوا تخوفهم من الاتساع المطرد لرقعة الأسواق الفوضوية الكبرى عبر الوطن في وقت ما تزال السلطات العمومية في موقع المتفرج و كأن الأمر لا يعنيها لا من قريب و لا من بعيد .