حشد المجلس الوطني الانتقالي، المنضوي تحت لواء المعارضة الليبية، مقاتليه لتطويق منطقة جنوب مدينة بني وليد، بحثا عن نجل الراحل معمر القذافي، سيف الإسلام والذي يعتقد أنه لجأ إليها بعد فراره من مدينة سرت التي قتل فيها والده وشقيقه الخميس الماضي.، فيما دعت منظمات حقوقية دولية المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لفتح تحقيق بظروف مقتل العشرات من أنصار العقيد الراحل، معمر القذافي ونقلت مصادر إعلامية عن عبد المجيد مليقطة القائد العسكري بالمجلس أن المقاتلين انتشروا حول مكان جنوب مدينة بني وليد حيث يعتقدون أن سيف الإسلام اختبأ هناك عقب هروبه من مدينة سرت. وقال مليقطة، إن عبد الله السنوسي رئيس مخابرات نظام القذافي الموجود حاليًا في النيجر كان على اتصال بسيف الإسلام لمساعدته على الهرب إلى هذا البلد، الا أن مقاتلي المجلس يطوقون منطقته جنوب بني وليد. وتابع مليقطة أن مقاتلي المجلس الانتقالي يفتشون مكاتب استخدمها سيف الإسلام في الآونة الأخيرة وعثروا على مواد تشير إلى أنه بحث عن مناطق جنوبي بني وليد منها مكان يسمى وادي زمزم وآخر يسمى وادي المندوم. وسقطت بني وليد التي تقع على بعد 150 كيلومتر جنوب شرق طرابلس بأيدي عناصر المعارضة المسلحة في وقت سابق الشهر الحالي، بعد إخماد مقاومة استمرت عدة أسابيع. وأشيع على نطاق واسع أن سيف الإسلام موجود بالمدينة أثناء مقاومتها قبل انتقاله إلى سرت. وفي وقت سابق من أمس الأول، نقلت مصادر إعلامية، عن رسالة إذاعية وجهها سيف الإسلام أمس تعهده بمقاومة السلطات الليبية الانتقالية وحلفائها في حلف شمال الأطلسي . ونقلت قناة –الرأي- التي تبث من سوريا عن سيف الإسلام قوله، إن المقاومة ستستمر، وأضافت إن الرسالة استمرت لبضع ثوان ما يدل على أن سيف الإسلام فضَّل قطعها خوفًا من أن يتم تتبع المكان الذي يختبأ فيه. إلى ذلك، أعلن مسؤولون أنه تم اعتقال أحمد إبراهيم المسؤول الرفيع السابق ووزير التعليم في عهد النظام المخلوع في سرت الخميس الماضي، وهومحتجز بمقر كتيبة الجوارح في مصراتة. في السياق ذاته، دعت منظمات حقوقية دولية المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لفتح تحقيق بظروف مقتل العشرات من أنصار العقيد الراحل، معمر القذافي، تم العثور على جثثهم في أحد الفنادق بمدينة سرت، التي سيطرت عليها القوات الموالية لقادة ليبيا الجدد، أواخر الأسبوع الماضي. وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، المعنية بمراقبة حقوق الإنسان حول العالم، في تقرير لها أمس، إنه تم العثور على جثث 53 شخصاً، يُعتقد أنهم من أنصار القذافي، مربوطين معاً في فندق "مهاري"، الذي كانتسيطر عليه المعارضة المناهضة للزعيم الليبي الراحل، في مدينة سرت. وأشارت المنظمة، في تقريرها إلى أن ممثليها عثروا على هذه الجثث أمس الأول بينما كان يقوم نحو20 شخصاً من السكان المحليين، بوضعهم في أكياس للجثث، تمهيداً لدفنهم. وقال مدير حالات الطوارئ في المنظمة، بيتر بوكيرت: "لقد عثرنا على 53 جثة متحللة، من المرجح أنها لأنصاره القذافي، في أحد الفنادق المهجورة بمدينة سرت، كان بعضها لأشخاص قيدت أيديهم خلف ظهورهم، عندما تم إطلاق النار عليهم. وتابع مسؤول المنظمة قائلاً: "يتطلب ذلك لفت انتباه السلطات الليبية فوراً للتحقيق فيما حدث، والقبض على المسؤولين عن ذلك"، وبحسب مصادر إعلامية، أبلغ سكان محليون محققي "هيومن رايتس ووتش" بأنهم عثروا على جثث هؤلاء الأشخاص بعدما توقفت المعارك في سرت، وبينما كانوا في طريق عودتهم إلى منازلهم، وذكروا أن بعض القتلى من سكان المدينة ممن كانوا يؤيدون القذافي. وكانت المنظمة نفسها، إضافة إلى منظمات دولية أخرى، قد دعت المجلس الانتقالي إلى التحقيق بملابسات مقتل "الزعيم" الراحل، الذي أظهر تشريح جثته أنه قضي نتيجة إصابته برصاصة اخترقت رأسه، بعدما أظهرت مقاطع فيديواعتقاله حياً، من قبل الثوار.