يأمل الحرفيون الذين ينشطون في مجال البناء بوهران استحداث هيئة تهتم بجمع العروض المقترحة والمعلومات في السوق المحلية حول الصفقات التي تناسب الإمكانيات المالية للحرفي. وتعمل هذه الهيئة بمعية غرفة الصناعة التقليدية والحرف للولاية على جمع العروض المقترحة في السوق المحلية للتسهيل على الحرفيين دخول هذه السوق والمساهمة في تجسيد مشاريعهم. وأوضح حرفيون شاركوا في لقاء نظم، مؤخرا، بوهران حول "النظام الإنتاجي المحلي" أن أغلبيتهم يجد صعوبة كبيرة في دخول السوق المحلية والمساهمة في تجسيد بعض العروض الخاصة بالبناء، مشيرين إلى أن "قانون الصفقات العمومية يحدّد شروط معنية للحصول على العروض التي لا تتم إلا عن طريق المناقصات المعلنة ولايشارك فيها إلا المتعاهدون الذين لهم الإمكانيات المالية الكافية للظفر بها فيما يعجز الحرفي عن المشاركة فيها لضعف طاقاته المالية وإمكانياته". ويرى أحد الحرفيين أن فكرة إنشاء هيئة مختصة تجمع العروض المحلية في مجال البناء "وسيلة لمساعدة حرفي البناء على الاستفادة ولو بجزء من هذه العروض التي يستحوذ عليها مقاولون كبار". وعلى الرغم من أن بطاقة الحرفي تعطي العديد من الامتيازات للحرفي غير أن العديد من أصحاب المشاريع والجماعات المحلية "لا تعترف بهذه البطاقة"، حسبما ذكره أحد الحرفيين، الذي أشار إلى أن الحرفي "يضطر إلى العمل بأثمان رخيصة وفي أغلب الأحيان يجد نفسه يمارس عملا بطريقة غير رسمية من أجل لقمة العيش". وأمام هذه الوضعية أصبح أغلبية الحرفيين الناشطين في السوق رهائن المناولة التي تعتبر القناة الوحيدة لممارسة حرف البناء، الأمر الذي يتطلب تنظيم سوق المناولة، لا سيما في مجال حرف البناء بحيث يجد الحرفي نفسه في هذه السوق "مستغلا أكثر من اللازم" على حد تعبير أحد مسؤولي غرفة الصناعة التقليدية والحرف. ومن جهة أخرى، يرى حرفيون أن نظام الإنتاج المحلي الذي اعتمدته ولاية وهران في مجال ترميم البناءات القديمة من شأنه أن يفتح الباب لحرفي البناء للمساهمة في التنمية المحلية، إضافة إلى تثمين حرف البناء وتنظيم الحرفيين في شكل مجموعة. وبالفعل فإن هذا النظام الجديد الذي دخل "ثقافة" الحرفة الجزائرية التفّ حوله 70 حرفيا ينشطون في مختلف مجالات الحرف من أبرزها ترميم البناءات القديمة، كما أنه أوجد صيغة جديدة تتمثل أساسا في تنظيم الحرفيين في جمعية أطلق عليها اسم الجمعية المهنية للحرفيين "أحمد زبانة" التي ستأخذ زمام تطبيق هذا النظام وإشراك الحرفيين في تجسيد المشاريع وتكوينهم وتأهيلهم. وفي انتظار تجسيد هذا النظام الجديد الذي هو وسيلة للتنمية المحلية، يبقى الحرفي بين مطرقة العمل "غير الرسمي" وسندان المناولة، على حد تعبير أحد الحرفيين، الذي يرى أن الخلاص الوحيد هو إيجاد عمل تعاوني وتشاركي بين مختلف الأطراف لإنجاح هذا النظام وتثمين هذه الحرف المهددة بالزوال.