قررت محكمة جنايات القاهرة، الاكتفاء بهذا القدر من مرافعة دفاع المتهمين بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك أمس الثلاثاء، واستكمالها اليوم، وشهدت الجلسة أجواء ساخنة عقب القرار، حيث هتف محامو الشهداء "الإعدام لمبارك"، بينما هتف أنصار المتهم "براءة يا ريس". وحاول عدد من المدعين بالحق المدني التشويش على مرافعة الديب، الذي لقبوه بفريد "الثعلب" أثناء الجلسة، مما دعا المحكمة إلى قطع المرافعة وأمرهم بعدم التشويش علىها، وقال رئيس المحكمة "أنتم عايزين تبوظوا القضية ولا أيه.. مش كفاية عطلتوها 3 شهور"، وحدثت حالة من الهياج داخل القاعة من قبل دفاع الشهداء. ثم أكمل الديب مرافعته، وقال إن النيابة العامة عجزت عن توفير أدلة نية القتل والاشتراك فيه لدى مبارك، واستند إلى شهادة اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات السابق، الذي نفى صدور أوامر بإطلاق النار من قبل المتهم الأول، وقال إنه طالب بفض التظاهرات بالطرق الاعتيادية، وهي حواجز أمنية وعصا وخراطيم مياه وقنابل مسيلة.كما تطرف الديب إلى شهادة اللواء محمود وجدي، وزير الداخلية الأسبق، بأنه تم تهريب سيارات الشرطة المصرية إلى قطاع غزة، وأن السفير المصري هناك شاهدها وطلب ردها، ووصف الديب أمر الإحالة بالافتراء والظلم، وقال إن الرئيس السابق لم يكن راغباً في الاستمرار بالحكم، بدليل خطاباته التي ألقاها في أثناء أحداث الثورة، وأكد خلالها أنه لم يكن ينوي الترشح لفترة رئاسة جديدة، لتحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة. وذكر الديب في مرافعته تصريحات اللواء مختار الملا، عضو المجلس العسكري، الذي أكد أن مبارك تنحى بمحض إرادته ولم يجبره الجيش على شيء، وأن تنحيه جنب البلد كوارث لا حصر لها، وأن لديه قواته وحرسه الجمهوري ورجال أعماله القادرين على التصدي للمتظاهرين ولكنه لم يفعل. وقد تظاهر العشرات من مؤيدي الرئيس السابق، خارج أكاديمية الشرطة، هاتفين "براءة يا ريس"، ورفعوا صورة الرئيس السابق فرحًا وابتهاجًا بمرافعة فريد الديب اليوم، في حين قابلها تظاهرة أخرى لأهالي الشهداء تهتف "القصاص القصاص.. ضربوا ولادنا بالرصاص"، وقامت الأجهزة الأمنية بفرض كردون أمني بين المتظاهرين لمنع الاشتباكات. قال الزعيم الروحي لحركة "شاس" الدينية اليهودية المتشددة عوفاديا يوسف، خلال خطابه الديني الأسبوعي، "إن الشعب اليهودي المتدين كله في (إسرائيل) يصلي من أجلك يا مبارك وندعو الله أن يفك كربك ويزيح همك ومحنتك". وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية التي حضرت الخطاب الديني لعوفديا، إن الحاخام الذي يعد من أكبر حاخامات (إسرائيل)، أعرب عن أمله، خلال موعظته الأسبوعية، في الإفراج عن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وذلك في الوقت الذي يواجه فيه احتمال الحكم علىه بالإعدام بسبب الاتهامات الموجهة إلىه بقتل المتظاهرين خلال الثورة المصرية في الفترة ما بين 25 يناير حتى 11 فبراير الماضي.وزعم الحاخام اليهودي "أن مبارك جلب الشرف والاحترام إلى دولته مصر، ولكنه سقط الآن، لذلك علىنا أن نصلى وندعو الله بأن يزرع في قلوب القضاة الحكمة والفهم والمعرفة، وأن يوقفوا محاكمته، ويخرجوه بريئا من التهم الموجه إلىه"، مضيفاً "بعد ذلك أنا سأصلى من أجلك سيدي الرئيس.. وأدعو الله أن يمن علىه بالصحة وأن يكون معافى". وكشف الحاخام اليهودي المتطرف عوفديا يوسف عن لقاء عقده مع مبارك قبل 28 عاماً، عندما كان يشغل منصب الحاخام الرئيسي ل"إسرائيل"، وتحدث الحاخام بشكل مفصل عن اللقاء مع الرئيس المصري السابق قائلا: "لقد ذهبت إلى هذا اللقاء عندما عرفت أن كبار المهندسين في مصر قرروا أن يعملوا مساراً جديداً لطريق معين، وذلك لتسهيل حركة السير على المواطنين المصريين، لكن المشكلة كانت أن هذا الطريق سيعبر من خلال مقبرة يهودية، وكان معي حينها الحاخام أرييه درعي أيضاً، حيث استقبلنا مبارك بشكل محترم ورسمي، وعرضنا عليه المشكلة التي جئنا من أجلها، وطلبنا منه تغيير مسار الطريق، حتى لا تنتهك حرمة المقبرة اليهودية ومن طرفه لم يعارض طلبنا، وأظهر لنا الاحترام الكامل ووافق على الفور". ونقلت صحيفتا "معاريف" و"يديعوت أحرونوت" الإسرائيليتان عن الحاخام الأكبر قوله عن ذلك اللقاء مع الرئيس المصري السابق قوله: "إنه عقب انتهاء الاجتماع مع مبارك والاتفاق على كل الأشياء، بقيت أنا وهو لوحدنا في مكتبه بالقصر الجمهوري بالقاهرة، حيث بادرني مبارك بالحديث قائلا.. يا سيدي الحاخام، باركني فأنا أؤمن ببركتك". وقال عوفاديا "قمت بوضع يدي على رأسه وباركته وكان ذلك قبل 28 عاماً، فعندما يمكث رئيس مصري طوال ما يقارب من 30 عاماً في حكم مصر، فهذه الفترة أمر غير اعتيادي، بل نادر الحدوث، وهذا بفضل بركة الله التي باركته بها". وأضاف الحاخام اليهودي "إن هذا الرجل رجل سلام ولا يحب الحروب، بالإضافة إلى أنه يحب إسرائيل، ولكنه الآن سقط، وأنا سأظل أدعو ربي أن ينقذه من أيدي أعدائه".