بعد مسلسل الغضب الشباني في صفوف بطالي بلدية أرزيو أو أمس على خلفية اكتشاف تلاعب السلطات المحلية بمصيرهم حيث دخلوا في مواجهات عنيفة بين مصالح الدائرة ، البلدية ومؤسسة الأشغال البترولية الكبرى "جي.تي.بي"، حيث وبعد تسليم عدد من الشباب لاستمارات التوظيف على خلفية التهديدات المباشرة التي وجهها الشباب للجهات القائمة على تسير الدائرة و الخروج للشارع وكشف ما يحدث "بدار لقمان" من تجاوزات وفضائح حالت الكثير من شباب المنطقة عن الحصول على منصب عمل، حيث بادرت وقبل زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لأرزيو بأيام قلائل السلطات البلدية على توزيع 100 استماراة توظيف مسبقة لإمتصاص غضب أولئك الشباب ومنع زحفهم نحو الشارع لملاقاة رئيس الجمهورية إلا أن شباب أرزيو اكتشفوا بعد أن انتهت زيارة الرئيس للمنطقة، أن تلك الإستمارات لا وجود لها على أرض الواقع الأمر الذي أشعل غضبهم معتبرين الأمر استخفافا و استهزاءا لا يمكن السكوت عنه و في هذا السياق اهتزت الدائرة على وقع أعمال الشغب التي نجمة عن غضب الشباب التي أدت إلى رشق العديد من الهياكل في مقدمتها مركز الضمان المتواجد ببلدية أرزيو و قطع الطريق كما قاموا بتكسير إشارات المرور بحي بن بولعيد، وكذا حاويات جمع القمامات، ثم انحرفوا نحو ثانوية الأمير خالد وكسروا الباب والزجاج بمدخل المؤسسة التربوية، ما أدى إلى إجبار التلاميذ على توقيف امتحانات الثلاثي الثاني التي أجلت إلى نهار اليوم، وبحي "تورفيل" المحاذي قام الشباب بكسر كل الواجهات، بما فيها مقر الشركة الجزائرية للتأمينات وما صادفوه بالطريق ليصلوا إلى غاية مقر دائرة أرزيو، أين حاولوا نزع الباب الرئيسي ورشقوا بالحجارة المقر، ما أدى إلى إصابة شرطي على مستوى الرأس، وكذا حارس بمقر الدائرة، الأمر الذي استدعى تنقل قوات مكافحة الشغب إلى عين المكان الذين قاموا بمطاردة المحتجين وتفرقتهم، باستعمال الغازات المسيلة للدموع لحماية المصالح العامة هناك . موجة الغضب و الاحتجاج نظمها شباب من حاملي الشهادات الجامعية وأخرى مهنية المتعطشين لمناصب عمل سواء عن طريق العقود أو المفتوحة و قد تعالت نداءاتهم للسلطات المحلية هاتفين بتصعيد لغة الاحتجاج هذا وقد وصف المحتجون القرار الذي اتخذته منذ أيام السلطات الولائية قصد التدخل السريع بتعين لجنة ولائية للتحقيق في سياسة التشغيل المنتهجة ببلدية عين البية وبطيوة التي تضم أكبر منطقة صناعية على مستوى الوطني, مسبوقة بوعود الجهات المسؤولة على تسيير دائرة أرزيو مجرد قرارات ارتجالية لإسكات الشباب بدليل أن تلك اللجان لم تباشر عملها إلى حد الساعة . غير أن الشباب الغاضب الذي تفرق بفعل قوات الشغب جددوا عهدهم مع الحركة الإحتجاجية هذا الخميس أين سيقومون بإغلاق مقر مؤسسة "أوراسكوم" والبوابة الرئيسية للمنطقة الصناعية لأرزيو بوهران. وأمام الوضع الساخن طالب والي الولاية الشباب الغاضب بالتزام الهدوء واعدا إياهم بالتدخل العاجل لحل المشكل هذا في الوقت الذي احتجب فيه رئيس بلدية أرزيو عن الأنظار خوفا مما قد يطاله لا سيما وأن الشباب طالبوا بتنحيته عن منصبه إلى جانب المسؤولين عن قطاع التشغيل بالمنطقة.