أعرب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن يقينه، بأن الانتخابات التشريعية المقررة يوم 10 ماي القادم ستشكل "انتقالا نوعيا أكيدا" يتجاوب مع إرادة التغيير السائدة في الأذهان ويساهم في التخلص من بعض الرواسب السلبية. وقال رئيس الجمهورية في رسالة وجهها للأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين عشية مؤتمرها ال11: "إني على يقين من أن الانتخابات التشريعية القادمة التي ستجري في إطار معطيات جديدة من حيث الضمانات الملزمة أو الوسائل القانونية المعززة أوغيرها من المقتضيات ستشكل انتقالا نوعيا أكيدا يتجاوب مع إرادة التغيير السائدة في الأذهان وعزمنا على التخلص من بعض الرواسب السلبية التي أثرت على المرافق العامة وعلى صورة مؤسسات الدولة ومستويات أدائها". واعتبر في هذا الصدد أن "انتخاب مجلس تشريعي بتركيبة بشرية تعكس الإرادة الشعبية الحرة وتمثلها أحسن تمثيل" هو بمثابة "خطوة من شأنها أن تعلو بمنحى التطور المنشود وتساعد على توفير أفضل شروط للتقدم في المجالات الأخرى". "وإنه ليسعدني حقا يستطرد الرئيس بوتفليقة أن تحقق أمتنا هذا الإنجاز وهي تتأهب للاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية لتبرهن بذلك على قدرتها في المحافظة على هذا المكسب الذي افتكه بتضحيات جسام". كما دعا رئيس الجمهورية الى ضرورة الإسراع في توثيق شهادات المجاهدين من أجل كتابة تاريخ الثورة والحركة الوطنية إنطلاقا من "رؤية رصينة ومعايير موضوعية". وأكد أنه "كلما رحل مجاهد أيا كانت رتبته وموقعه في هرم الثورة إلا وتدفن معه حقيقة تاريخية وتذهب معلومة ثمينة هدرا ما لم تسجل وتوثق". وأضاف أنه وب "النظر الى مرور الزمن ورحيل الرجال والنساء العارفين بخبايا الأحداث ومجرياتها، فإننا قد غدونا أمام حالة ملحة لا مجال فيها لأي تهاون أو تأخير". واستطرد رئيس الجمهورية قائلا: "فليسارع الإخوة والأخوات الى إنقاذ ما يمكن إنقاذه وهم الأدرى من غيرهم بأن البناء الذي يتم بلا تاريخ يكون بناء لا دعامة ولا أساس له"، معتبرا أن أي أمة ينقص فيها الوعي التاريخي "هي أمة بلا مناعة وأمة ناقصة القدرة على الخلق والإبداع والإندماج في التطور". وشدد رئيس الجمهورية في نفس السياق على أهمية كتابة تاريخ الثورة وتاريخ الحركة الوطنية "إنطلاقا من رؤية رصينة ومعايير موضوعية تهدف الى سبكه وصياغته بما يفضي الى ما يطمح إليه كل الجزائريين والجزائريات تاريخ تتصالح فيه الذات مع موضوعها بلا انتقاء ولا إقصاء ولا إخفاء ولا تدليس للحقائق". وأكد في هذا الصدد، أن التاريخ "فضلا عن كونه ضرورة حيوية وحق للأجيال القادمة هو أيضا ساحة من ساحات إثبات الوجود ومرتكز لا محيص عنه في ميادين المغالبة وساحات العراك".