وصل الخبراء الدوليون الخمسة الذين أوفدهم مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي أنان إلى سوريا، أمس، في محاولة لوقف المجازر في هذا البلد، فيما طلبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من موسكو إقناع دمشق بالسماح بتوصيل المساعدات. وقال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان في تصريحات للصحفيين في جنيف إنه ينتظر أن يبحث أعضاء البعثة تفاصيل وآلية مراقبة وقف مقترح للقتال، على أن يشمل ذلك وقفا فوريا للعنف والمجازر في سوريا، لافتا إلى أن زيارة أنان المقبلة إلى هذا البلد ستكون رهنا إلى حد كبير بالتقدم الذي يحرز خلال المحادثات بين خبراء الأممالمتحدة والسوريين. يأتي ذلك في وقت بدأ فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أول أمس الأحد، جولة أوروبية تستغرق أربعة أيام وتشمل بلجيكا وسويسرا وذلك لبحث تطورات الأزمة السورية مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يجري العربي خلال زيارته لبروكسل مفاوضات مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بشأن ملف الأزمة السورية، ثم يتوجه بعد ذلك إلى جنيف للقاء أنان ليبحث معه آخر تطورات الوضع في سوريا على ضوء مهمته والتقرير الذي عرضه على مجلس الأمن. من جهة ثانية، ينتظر أن يجري وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور مباحثات في موسكو، تستمر حتى يوم الأربعاء المقبل تتركز حول الوضع في سوريا. وفي موسكو أيضا، يقوم رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر بزيارة لموسكو يلتقي خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبحث الوضع في سوريا، ومطالبة روسيا بإقناع الحكومة السورية بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية. وقد وصف كيلنبرغر بيان الوضع الإنساني في حمص وإدلب ودرعا وفي بقية المناطق المضطربة بأنه صعب للغاية، محذرا من أنه قد يتفاقم. وتحدث رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان عن إمكانية تطبيق وقف لإطلاق النار من ساعتين يوميا على الأقل للسماح بإجلاء الجرحى، مشيرا إلى أنه يطلب التزاما واضحا من كل الاطراف المعنية لوضع حد للمعارك والتمكن من توصيل المساعدات. من جهة ثانية، وفي جدة أعلن مسؤول في منظمة المؤتمر الإسلامي، أول أمس الأحد، أن بعثة تقييم المساعدات الإنسانية بسوريا التي شكلتها المنظمة والأممالمتحدة موجودة منذ الجمعة هناك. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مساعد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي للشؤون الإنسانية عطا المنان بخيت أن البعثة المشتركة لمنظمة المؤتمر الإسلامي والأممالمتحدة دخلت الجمعة إلى سوريا لتقييم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الحكومة السورية. وأشار إلى أن البعثة الممثلة بثلاثة خبراء في الشؤون الإنسانية من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي تغطي 15 مدينة سورية. على صعيد آخر، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض من سماها عصابات الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف وراء التفجيرات الأخيرة في سوريا. ووصف التفجيرات بأنها محاولة يائسة لتضليل الرأي العام وترويع أبناء دمشق وحلب بعد تصاعد الحركة الاحتجاجية في المدينتين. وطالب بيان للمجلس المجتمع الدولي بتشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن مسؤولية "عصابات الأسد"، كما دعا لتدخل دولي فوري لوقف جرائم النظام. من ناحية أخرى، كشف تقرير لمعهد أبحاث ستوكهولم الدولي للسلام عن تزايد معدلات شراء سوريا لدبابات روسية بمعدل ست مرات، خلال الفترة من 2007 حتى 2011، وذلك مقارنة مع السنوات الخمس السابقة لتلك الفترة. وذكر باحثون بالمعهد، أن معظم الأسلحة الروسية تتعلق بمنظومات دفاعية وصواريخ مضادة للسفن، وهي نوعيات لم يثبت استخدامها أثناء الثورة السورية. ولم يحدد معهد ستوكهولم قيمة الأسلحة التي جرى بيعها لسوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد. ويأتي تأكيد المعهد لنقل السلاح الروسي إلى سوريا رغم الحظر الذي تحاول الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي فرضه على دمشق بسبب قمع الاحتجاجات. شكوى في فرنسا ضد وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس رفعت جمعية لمساعدة الشعب السوري شكوى في باريس ضد وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس الموجود في فرنسا منذ بضعة ايام، تتهمه فيها بارتكاب جرائم حرب، بحسب ما افادت الجمعية الاحد لفرانس برس. وتعتبر الجمعية السورية من اجل الحرية التي تقدم نفسها على انها منظمة غير حكومية للمساعدات الانسانية للشعب السوري، ان مصطفى طلاس الذي كان وزيرا للدفاع يتمتع بنفوذ كبير في سورية من 1972 الى 2004 'يتحمل مسؤولية مشتركة عن جرائم حرب منها مجزرة مدينة حماة في 1982' التي ذهب ضحيتها ما بين 20 الى 40 الف قتيل. وكتبت الجمعية في شكواها التي رفعت الجمعة امام المحكمة العليا في باريس 'منذ ان علمنا بوجوده في فرنسا نريد ان نستغل هذه الفرصة لرفع شكوى ومحاكمته في فرنسا بتهمة ارتكاب جرائم حرب واعمال تعذيب واغتصاب واختفاء وانتهاكات أخرى لحقوق الانسان'. واكدت الجمعية ان لديها 'لائحة بأسماء 300 شخص (تعرضوا للتعذيب واسر مفقودين واسر ضحايا مجزرة حماة)' مستعدين للادلاء بشهاداتهم ضد طلاس بينهم حوالى 15 'فرنسيا سورية' ما يسمح للقضاء الفرنسي بالتحرك بحسب رئيس المنظمة الهنيدي عبد الناصر لفرانس برس. وفي 12 من الشهر الجاري، ذكرت مصادر في المعارضة السورية في المنفى في فرنسا ان طلاس وصل الى باريس مع ابنه فراس وهو رجل اعمال. ولم تؤكد وزارة الخارجية الفرنسية هذه المعلومات. وقال عبد الناصر إنه رأى طلاس في 14 من الجاري 'صدفة على جادة الشانزليزيه'. وذكر ان طلاس البالغ من العمر 80 عاما لم يفر من سورية وانه قدم الى فرنسا لاسباب طبية ويقيم لدى ابنته ناهد العجة المعروفة في الاوساط الباريسية.