انحصرت مهامها في توجيه المرضى إلى مستشفى الزهراوي حالة ركود تامة، أثارت استياء قاطني هذه المناطق النائية الواقعة بعاصمة الحضنة بمئات الكيلومترات، وقد أضحت هذه المنشآت عبارة عن مراكز للاستقبال والتوجيه تنحصر مهمتها في توجيه المرضى إلى مستشفى الزهراوي على حد تعبير السكان الذين أكدوا أن الوضعية على حالها منذ مدة زمنية بعيدة، وخاصة بمراكز بلديات أولاد عدي لقبالة، أمسيف، بئر هني، المعاريف، الدهاهنة، السوامع، المعاضيد، أسليم، ونوغة، سيدي أمحمد، سيدي عامر، مناعة ··· ، فزيادة على نقص الإمكانيات البشرية من أطباء وممرضين، تنعدم بهذه المراكز جل الضروريات بداية بالأمصال المضادة للتسممات العقربية وتسممات الأفاعي، والتي تعد من الأساسيات التي يجب أن تتوفر عليها المراكز الصحية بهذه المناطق النائية باعتبار أنها تقع ضمن إقليم الهضاب العليا الذي تكثر فيه مثل هذه الحيوانات والحشرات المؤذية والخطيرة على صحة الإنسان، حيث صرح بعض المواطنين أن عدد الإصابات بلسعات العقارب والأفاعي ترتفع خلال فصل الصيف بنسب كبيرة بسبب خروج الحيوانات من مخابئها بحثا عن الماء بعد تكاثرها، إذ يصل بها الأمر حد الدخول إلى مساكن المواطنين، ما يعرض سلامتهم للخطر بدليل إصابة أكثر من 1600 شخص حسب الإحصائيات الأخيرة بلسعات قاتلة أدخلتهم في رحلة شاقة للبحث عن المصل المضاد بسبب انعدامه بالمراكز الصحية، أين يضطر هؤلاء للتنقل إلى مستشفى بوسعادة وعاصمة الولاية لتلقي العلاج، الأمر أثار استياء قاطني هذه المناطق الذين طالبوا بوضع حد لمعاناتهم التي لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعدت ذلك بدليل انعدام أدنى الخدمات الصحية المقدمة للحالات الإستعجالية، ومن ذلك حالات الاختناق المصاحبة للأمراض المزمنة التي تتطلب العلاج بالأكسجين وارتفعت معدلاتها.