- أضحى التنظيم الإرهابي يبحث عن طريقة للحصول على المواد المستعملة في صناعة المتفجرات، بالتضحية بالعناصر المجندة حديثا أو تلك التي أثبتت عجزها عن مسايرة أوامر قادة التنظيم المسلح، على رأسه عبد المالك درودكال المدعو مصعب عبد الودود الذي يختبئ وراء "أحكام شرعية" للمقربين إليه لفرض سلطته على الإرهابيين الذين لا يتعدى مستواهم السابعة أساسي في أغلبهم، حيث يعمل على تكليف إرهابيين على التنقل إلى مواقع شهدت قصفا من قبل قوات الجيش بغية الحصول على بقايا خلفها الانفجار، خاصة منها "الصمام" الذي يتواجد على رأس القنبلة ويمكن العثور عليه في حالة عدم انفجارها. وفي أحيان كثيرة، فإن الإرهابيين يحفرون بحثا عنها وقد تنفجر عليهم، وسبق أن حدث ذلك عندما اقترب منها إرهابيان العام الماضي في جبال بمنطقة الناصرية أقصى شرق ببومرداس، وقيل وقتها إن القنبلة تخص المعنيين وقد انفجرت عليهما، قبل أن تكتشف مصالح الأمن أن الجماعات الإرهابية سعت للحصول على القنابل التي لم تنفجر لإعادة تركيبها موازاة مع التضييق المفروض عليها في الحصول على المواد المضافة إلى المواد الأساسية لصناعة المتفجرات كالكبريت، سيترات الصوديوم، سيترات الألمنيوم، الأمونياك، البوتاسيوم، بيرو كسيد الهيدروجين وحامض الفوسفوريك. والأخطر من ذلك، الأسمدة الكيماوية التي يتطلب الحصول عليها إجراء تحقيق بسيط للتعرف على دواعي اقتنائها، خاصة وأنها أكثر المواد التي استعملت في مختلف التفجيرات التي وقعت في الجزائر وفي العالم بأسره، وأدى بشركات الأسمدة الكيميائية الأوروبية إلى تخفيض نسبة نترات النشادر في منتجاتها. كما اضطر التنظيم إلى هذه الطريقة بعد تمكّن مصالح الأمن من اختراق ورشة صناعة المتفجرات على مستوى منطقة بوشاقور بيسر، العام الماضي، واسترجعت كميات معتبرة من مادة "التي آن تي" التي كانت داخل برميلين مخبأين تحت الأرض. وبعد الصعوبات الكثيرة التي فرضتها الملاحقة الأمنية المتواصلة للجماعات الإرهابية، توصل رفقاء درودكال إلى المجازفة بالإرهابيين الذين لا يمثلون أي وزن في التنظيم، أو الذين يمثلون تهديدا لهم وتمكنوا من إرباكه، والعملية تعرف أوجها في الوقت الراهن بعدما قارب مخزون الجماعة الإرهابية من "التي آن تي" من النفاذ. وكانت مصالح الأمن قد قدرت مخزونهم الكامل بما يقارب 08 براميل من المادة. وأفادت بعض المصادر، أن عددا من الإرهابيين قد سلموا أنفسهم مباشرة بعد تكليفهم بالبحث عن القنابل. إذ وبمجرد أن وصلوا المنطقة، حتى اتصلوا بمصالح الأمن، خاصة بكتيبة "الأنصار" التي توصل فيها الارهابي هناب جمال إلى التخلص من بعض عناصره بذات الطريقة.