بعدما وعد "هيغ" و"كيري" بتقديم بمساعدات نوعية لها غير الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية رأيه وقرر المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيعقد في روما الخميس المقبل، مبررا ذلك بتلقيه وعودا أميركية بريطانية بدعم الشعب السوري، في حين شككت واشنطن في دعوة النظام السوري للحوار. وبعد تعليق الائتلاف المعارض مشاركته في مؤتمر روما، عدل عن ذلك. وقال رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب يوم الاثنين -عبر صفحته على موقع فيسبوك- إن رئاسة الائتلاف قررت إيقاف تعليق زيارتها إلى مؤتمر أصدقاء سوريا، وقررت المشاركة فيه. وأضاف الخطيب أن هذا القرار جاء بعد تلقي الائتلاف "وعودا من وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ بمساعدات نوعية لرفع المعاناة عن شعبنا، ولما قد يتيحه هذا الاجتماع من فرص مفتوحة لدعم الشعب السوري". ونقل الخطيب عن كيري وهيغ "رفضهما الكامل للأعمال المتوحشة التي يقوم بها النظام السوري"، كما أكد أنه "سيتم من خلال النتائج العملية لهذه المشاركة إعادة تقييم علاقات المعارضة السورية مع الأطراف الدولية". وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أعلن السبت الماضي تعليق مشاركته في مؤتمر أصدقاء سوريا، "احتجاجا على الصمت الدولي على الجرائم المرتكبة في حق الشعب السوري، ولا سيما بعد إطلاق صواريخ على حلب الجمعة أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين". كما قرر رفض تلبية دعوتين لزيارة واشنطنوموسكو. وفي العاصمة البريطانية لندن، شكك وزير الخارجية الأميركي جون كيري في دعوة النظام السوري إلى الحوار، وحث المعارضة السورية على المشاركة في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المقرر في روما، معتبرا أنّ المؤتمر سيكون فرصة لاتخاذ قرارات "تتجاوز الكلام". وقال كيري -خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره البريطاني وليام هيغ في لندن- إن استمرار العنف في سوريا دليل آخر على أن الوقت حان لتخلي الرئيس بشار الأسد عن منصبه. وأدان العنف الذي تعرض له المدنيون في الآونة الأخيرة. وقال مسؤول أميركي يرافق كيري في جولته وطلب عدم نشر اسمه، "انتهى الوزير لتوه من مكالمة مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة أحمد معاذ الخطيب لتشجيعه على المجيء إلى روما". وشددّ كيري على أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما يُقّيم حاليا الخطوات التي ستتخذها الولاياتالمتحدة لمساعدة وحماية الشعب السوري. وقال وزير الخارجية الأميركي -الذي وصل العاصمة البريطانية في مستهل جولة دولية- "إن المعلم تحدث في موسكو عن مبادرات، لكن من الصعب أن نسلم بفكرة الحوار الجاد بينما تسقط صواريخ سكود على الناس في حلب". وأضاف أنه سيجتمع بالمعارضة السورية للبحث في سبل دفع النظام للتخلي عن السلطة، قائلا إنه على ثقة من حصول نتائج. وأشار أيضا إلى أنه ستكون لديه فرصة للتشاور مع عدد من وزراء الخارجية بشأن مساعدة المعارضة السورية خلال الأيام المقبلة. وبدوره، عبر هيغ عن تفهمه لشعور المعارضة السورية بالإحباط من المواقف الدولية، قائلا إن ذلك الشعور ليس مفاجئا، "فأكثر من 70 ألفا قتلوا حتى الساعة في سوريا، فضلا عن الجمود السياسي". وأشار إلى أن أعضاء الاتحاد الأوروبي يفكرون في تقديم مساعدات جديدة للمعارضة وسيتم الإعلان عنها في الأسابيع القادمة. وأضاف "ينبغي أن نطور سياساتنا لتقديم مساعدات للمعارضة السورية". وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد أعلن -من موسكو في وقت سابق الاثنين- أن السلطات السورية "مستعدة للحوار مع كل من يريده، بما في ذلك من يحمل السلاح". ونقلت وكالة إيتار تاس عن المعلم قوله إن ما يحدث في سوريا "حرب ضد الإرهاب"، وأكد أن النظام ملتزم تماما بمسار سلمي وبمواصلة القتال ضد "الإرهاب". من جهته، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف النظام السوري إلى عدم الخضوع لما وصفها باستفزازات المعارضين للحل السلمي، وقال إن استمرار حمام الدم قد يؤدي إلى انهيار الدولة في سوريا. ونقلت قناة "روسيا اليوم" الروسية عن لافروف قوله قبيل لقاء المعلم في موسكو إن "عدد المؤيدين لهذا الخط الواقعي (التسوية السلمية) في تزايد"، واعتبر أن "من يريد أن تستمر الحرب إلى النصر النهائي.. يحاولون خنق النزعات الإيجابية في صفوف المعارضة ومنع اتخاذ خطوات لبدء الحوار".