" الإقامة ستفتح نقاشا أدبيا كبيرا بين النخبة الإفريقية" لقد فكرنا كثيرا أنا وسامية زنادي شيخ، في الشيء الذي يمكن أن نضيفه كوننا ناشرين إلى هذه التظاهرة الثقافية الوطنية، لم يكن من الممكن أن نترك هذه التظاهرة تفوتنا مجددا، في 1969 لم يكن عمرنا يتعدى البضع سنوات وسماعنا الناس يروون تلك اللحظات السحرية لسنة 1969 ترك إحساسا باللذة والترقب فينا يجعلنا نحاول بدورنا المشاركة مشاركة فعالة تسمح لنا بحكايته للجيل القادم ، لم يكن باستطاعتنا ترك هذه الفرصة تفوتنا لإشباع حاجتنا في التواجد هذه المرة على طريقتنا، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء إقامة للإبداع والكتابة وذلك لكي نحافظ على خطنا من جهة ولإعطاء نفس جديد للكتابة الإفريقية بالجزائر من جهة أخرى. هذه الخطوة وجدت صدى جيدا من طرف وزارة الثقافة التي وجدت الفكرة مهمة، وخاصة أن هدفنا لم يكن الاقتصار بهذه الإقامة على المهرجان الثقافي الإفريقي، بل أن نتعداه لإنشاء إقامة إبداع حقيقية في الجزائر، لا تنتهي بانتهاء المناسبة بل تبقى فعلا ثقافيا دائما. من هم الكتاب المدعون للإقامة؟ وكم يوما تدوم؟ دعونا لهذه الإقامةكتابا أفارقة ذوي شهرة عالمية يعيشون في اغلبهم خارج بلدانهم الأصلية أي بعيدا عن الأماكن التي منحتهم الإبداع، غير أن جميعهم يكتبون عن إفريقيا بدون المناخ الإفريقي، وهنا يكمن هدفنا حيث سنحاول منحهم القليل من أجوائهم حتى يكتبون. ومنهم من إفريقيا السوداء: " تانيلا بوني" من الكوت دي فوار " الان مابونكو" من الكونغو برازافيل، "لويس فيليب دالينبار" من هايتي، "سامي تشاك" من الطوغو، " اوجين ايبودي" من الكاميرون، "غابرييل اوكوندي" من الكونغو برازافيل، "إبراهيم آيا" المالي، " ساوبا تراوري" بوركينا فاسو، أما الجزائريون فنذكر، رشيد بوجدرة، أنور بن مالك، يحي بلعسكري، مصطفى كبير امي، وحميد سقيف. إن جمع هذه القامات الإبداعية في مكان واحد وفي مناسبة تحمل كل هذه الخصوصية كالمهرجان الإفريقي سيفتح بعضا من الحوارات حول قارتنا، والأدب يجعلنا نتجاوز بعض المشاكل غالبا سياسية لإعطاء نظرة أخرى، وهذا حقيقة ما تحتاجه القارة الإفريقية، حوار حقيقي بين المثقفين. الإقامة سوف تدوم حوالي عشرين يوما، طبعا هذا غير كاف، فالاقامات الحقيقية للإبداع تدوم عادة من إثنين إلى ثلاثة شهور، و لكن المهم بالنسبة لنا هو الانطلاقة، وستكون في فندق بضواحي زرالدة. الأعمال التي سيخرج بها الكتاب، ماذا سيكون مصيرها؟ طلبنا من كل الكتاب كتابة قصة بالمناسبة، الأعمال سوف تنشر في مجموعة قصصية، ثم سيتبعها كتاب فني أين ستوضع صور للمهرجان مرفقة بالنصوص المكتوبة. في رأيك ما هي أهمية الإقامات الإبداعية؟ نحن في عصر الانفتاحات خاصة من الجانب الاقتصادي، لقد حان الوقت الذي يستفيد منه الجانب الثقافي و الذي يمثل في نظري العصب الرئيس الذي ينقل معارفنا من و إلى الآخر، و الأدب من خلال الإقامات الإبداعية يمكن أن يصل إلى ذلك، استضافة كتاب من مختلف الجهات والمشارب في الجزائر سيعطي حتما صورة مختلفة عن هذا البلد المصنف عادة في تصنيفات خاطئة مبالغ فيها.