تمكنت أجهزة الاستعلامات والاستخبارات البلجيكية من تحديد هوية " الهاكرز" الذي قام ليلة الأحد إلى الإثنين الماضي بتدمير موقع مطار "شارل روا" الدولي في العاصمة البلجيكية بروكسل وعمد إلى تخريب رزنامة الرحلات ( الاقلاع والهبوط ) وأيضا تمكن من فك السلسلة المشفرة للتردد المرتبط لا سلكيا ببرج المراقبة . وكشفت مصالح الاستخبارات أن القرصان الإلكتروني هو من جنسية جزائرية حيث اكتشفت صورة مصغرة للراية الجزائرية بعد جمع كل المعلومات والشارات والرموز الآلية التي استخدمها القرصان لدخول موقع مطار شارل روا وتعكف حاليا على بحث ما إذا كان القرصان الإلكتروني مقيما حاليا في بلجيكا أو في أي بلد من أوروبا أو قام بجريمته انطلاقا من الجزائر. ولم تستبعد ذات الأجهزة الأمنية فرضية ارتباط هذا القرصان بشبكات إرهابية دولية بالنظر إلى طريقة تدمير الموقع التي تشبه كثيرا طرق التدمير والتخريب التي يتبعها القراصنة الإسلاميون الذين يقومون في العادة بتحميل آيات قرآنية وأحاديث نبوية وصور عن الكمائن التي تنفذ في العراق وأفغنستان وفلسطين ضد الفرق العسكرية المحتلة. وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض لها مؤسسات رسمية في دول أوروبية عديدة للقرصنة والاختراق والتدمير لكن بأضرار متفاوتة . وقد أقر الاتحاد الاوروبي في عهدته تحت رئاسة السويد عقوبات صارمة تصل إلى حد السجن مدى الحياة وغرامات مالية تتراوح ما بين 100 ألف أورو و 1 مليون أورو ضد كل من تثبت إدانته بتخريب المواقع ذات السيادة في التراب الأوروبي . ومعلوم أن "الهاكرز" الجزائريين يتمتعون بمؤهلات عالية في اختراق مختلف المواقع على شبكة الانترنيت آخرها اختراق موقع وزارة التربية الاسرائلية والعبث بمختلف السجلات والوثائق وبعدها اختراق موقع صحيفة بريطانية رفضت مساعي بلادها لسحب قواتها من العراق، حيث قام القراصنة الجزائريون بتحميل صور الجنود البريطانيين القتلى في العراق وتوعدت بالمزيد. تعكف المديرية العامة للأمن الوطني على وضع آخر الوتوشات لاستراتيجية بعيدة المدى لمواجهة الإجرام الالكتروني والقرصنة عبر شبكة الإنترنيت . وقالت المديرية في تصريح سابق أن التكوين في مجال الجريمة عبر الإنترنيت يندرج في إطار برنامج التكوين المتخصص الذي يستفيد منه محققو الشرطة القضائية والمصالح التقنية للأمن الوطني وكشفت عن تنظيم تربصات للمحققين داخل وخارج الوطن، كما يجري العمل حاليا على إنشاء فرق خاصة بالجريمة المتعلقة بالتكنولوجيا الجديدة في الإعلام والاتصال وتكثيف التعاون في هذا المجال مع المؤسسات المعنية والشرطة الدولية من جهة أخرى علمت" الأمة العربية" أن مركز مكافحة الجريمة الإلكترونية ببئر مراد رايس في العاصمة الذي تشرف عليه قيادة الدرك الوطني سيدخل الخدمة قريبا، يهدف إلى مساعدة أجهزة الدولة على مكافحة هذا النوع من الجرائم. و معلوم أن كل القضايا المسجلة لدى مصالح الأمن حول الجريمة الإلكترونية ماتزال حاليا قيد التحقيق. ويحرص هذا المركز على تطوير أساليب التعامل مع هذا النوع من الجرائم إلى جانب إجراءات أخرى اتخذتها الجزائر في هذا الشأن وعلى رأسها محاولة وضع قوانين لتنظيم مجال استغلال المعلومة من خلال التنسيق مع وزارة العدل، وكذا إنشاء معهد خاص بعلم الإجرام لتطوير مستوى التعامل مع الجريمة بصفة عامة والجريمة الإلكترونية بصفة خاصة.