من بين مخلفات الهوس بمباراة الجزائر أمام زامبيا التي شغلت الجميع من دون استثناء هو "التعامل الخاص"، حيث تم الانتهاء من صلاة التراويح في حدود التاسعة و55 دقيقة في أغلب مساجد الوطن وكان من العادة أن تتواصل الصلاة إلى مابعد العاشرة والربع مساء وقارب توقيتها في بعض الأيام الرمضانية الحادية عشرة ليلا.. * * ولاحظنا سهرة أول أمس أن الكثيرين "أفتوا لأنفسهم" بأن صلوا العشاء جماعة وانسحبوا على أمل أن يقيموا الليل بمفردهم بعد نهاية المباراة، وجاء سهرة أول أمس تغيير المقرىء الذي كان ترتيله خفيفا وسريعا عكس ما كان معمولا به في صلاة التراويح في بداية رمضان الذي كان ميزته التأني في القراءة، وبينما عرف المسجد الكبير بقسنطينة الذي بإمكانه ضم مالايقل عن عشرين ألف مصل ومصلية، توافد أقل من 5 آلاف مصل سهرة أول أمس في صلاة التراويح، لاحظنا العكس تماما في صلاة الصبح، وكان التغيير أيضا بسبب مباراة الجزائر ضد زامبيا، حيث ازدحم الجامع بما لايقل على ثمانية صفوف، أدوا صلاة الصبح ولم يكن يتجاوز عدد الصفوف الخمسة في أحسن الأحوال، وهي ذات الملاحظة في معظم مساجد قسنطينة التي تفاعلت من دون إساءة للشعائر الدينية مع مباراة المنتخب الزامبي، إذ حافظت الصلوات المفروضة وخاصة العشاء على الإقبال الشعبي وارتفع الإقبال على صلاة الصبح بنسبة قاربت المئة بالمئة، وكان تعاطف المصلين جميعا مع المنتخب الوطني واضحا وقويا، خاصة بعد صور الصلاة الجماعية التي قدمتها الشروق اليومي والتلفزيون للاعبين، معظمهم من مواليد فرنسا، ويعيشون في بلدان أوروبية مثل اليونان وانجلترا واسكتلندا والبرتغال وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، ومع ذلك متمسكين بدينهم الإسلامي. * وإذا كانت المقاهي قد شهدت هجرة جماعية سهرة أول أمس فإن مصلي التراويح توجهوا مباشرة إلى بيوتهم لمتابعة المباراة وبعد الفوز لم يعودوا إلا بعد أن صلوا الصبح جماعة في المسجد، ومن خرج صباح أمس الإثنين في حدود الثامنة إلى الشارع، لاحظ أن عامة الجزائريين كانوا في عطلة.. على الأقل إلى غاية العاشرة وأنهم هم الذين أدوا المباراة...