يبدو أن التصريحات الأخيرة للمدرب رابح سعدان والتي أكد من خلالها أن الفرحة بالتأهل مباشرة بعد الفوز على زامبيا مبالغ فيه، خاصة وأن كل الحسابات تقول إن المنتخب الجزائري لم يتأهل بعد، لا سيما في حال عودة المنتخب المصري بفوز ثمين من زامبيا ولو بهدف يتيم، فإن المنتخب الجزائري سيكون في خطر حقيقي بالقاهرة، خاصة أن المصريين بدأوا يتوعدون الجزائريين من الآن والجميع يعلم الطرق التي يستعملونها لما يتعلق الأمر بالتأهل أو الإقصاء من كأس العالم، والتاريخ يشهد على ذلك عام 1998 كيف تأهلوا على حساب الجزائر. صحيح من قال إن فوز المنتخب المصري في رواندا جعل المنتخب الجزائري في خطر حقيقي، فالجزائر حاليا لديها زائد خمسة في الفارق العام للأهداف ومصر زائد هدفين، فلو تفوز الجزائر برباعية أمام رواندا ومصر بهدف واحد، فإن "الخضر" سيصبحون بزائد تسعة ومصر بزائد ثلاثة، ويكفي المنتخب المصري أن يفوز على الجزائر بثلاثة لصفر كي يصبح المنتخب المصري بزائد ستة والمنتخب الجزائري بزائد ستة، كون عدد الأهداف سينقص، وهذا ما يمنح التأهل للمنتخب المصري بأكبر عدد من الأهداف التي سجلها. وإذا عدنا إلى الطرق والضغط المفروض من طرف المصريين في هذه الأحوال، فإن خطر الهزيمة بثلاثية تبقى واردة، رغم أن المنتخب الوطني قوي على المستطيل الأخضر، لكن لا يكفي أمام ما يحيط بهذا المستطيل من أمور لا يعلمها إلا من زار القاهرة من قبل وحضر مباراة المنتخب المصري أمام نظيره الجزائري لما يتعلق الأمر بالتأهل إلى كأس العالم، لهذا فإن التنقل لمصر بزائد عشرة سيجبر المصريين على الفوز علينا برباعية كاملة، وهذا ما يبدو شبه مستحيل ولا ينطبق مع المنطق، كون أثقل نتيجة للجزائر كانت بفارق ثلاثة أهداف في تاريخ المواجهات بين الفريقين. من دون شك، فإن المواجهة التي ستلعب بين المنتخب المصري والزامبي ستجلب لها الأنظار أكثر من مباراة الجزائر مع رواندا، فجميع الجزائريين يتمنون فوز المنتخب الزامبي أو تعادله مع مصر كي يوفر على الخضر الحسابات، وفوزهم بهدف يتيم أمام رواندا سيمنحهم التأهل. أما في حال هزيمة مصر، فإن التعادل أمام المنتخب الرواندي يعني بلوغ المونديال. والشيء الذي يعزي كل الجزائريين، كون المنتخب الزامبي سيلعب أمام نظيره المصري قبل لقاء الجزائر وما دام لم يتأهل بعد لكأس إفريقيا، فإن أبناء بلد كالوشا بواليا لن يغامروا بأنفسهم قبل تنقلهم الصعب إلى كيغالي، وإلا ستكون مكانتهم في "الكان" في المزاد العلني.