يعاني سكان منطقة “المجامعية” التابعة لبلدية وادي الفضة، شرق عاصمة ولاية الشلف، من مشاكل عديدة جعلت حياتهم بالمنطقة الواقعة على بعد 6 كلم عن مقر البلدية على طول الطريق الوطني رقم 04 لا تطاق، بفعل غياب أدنى متطلبات العيش الكريم من المياه الصالحة للشرب، إلى التغطية الصحية، مرورا بالسكنات الريفية، وانتهاء بالنقل العمومي. عبر العديد من سكان منطقة المجامعية، التي يبلغ تعداد سكانها ألفي ساكن، عن خيبة أملهم في تحسن وضعهم الإجتماعي منذ عشرية كاملة دون أن تلتفت السلطات المحلية لمعاناتهم، حيث تفتقر المنطقة لمرافق صحية، ويضطر غالبيتهم إلى كراء سيارات خاصة للذهاب إلى بلدية وادي الفضة أو إلى عاصمة الولاية لإجراء أبسط عمليات الكشف الطبي. كما تنعدم بالمنطقة وسائل النقل العمومي التي جعلتهم يعيشون في شبه عزلة عن العالم الخارجي، باستثناء القلة القليلة ممن تتوفر على وسائل نقل ومركبات خاصة. كما يطالب السكان السلطات المحلية بتخصيص حصص إضافية للسكن الريفي، باعتبار أن غالبيتهم يقطنون في بيوت قصديرية غير لائقة، وبعضهم يقيم في بيوت من الطين وصفائح الزنك منذ أكثر من عشرية من الزمن. ورغم إيداع السكان ملفات طلب الإعانة الريفية لدى مصالح الدائرة بوادي الفضة، إلا أنه لم يتحصل على هذه الإعانة إلا 04 أشخاص من 70 شخصا تتوفر فيه الشروط القانونية للإستفادة من إعانة السكن الريفي الذي صار الاختيار الأول لغالبية سكان المناطق الريفية والنائية، وكذا لتوجه السلطات نحو تشجيع السكان الأصليين على اختيار مثل هذا النمط. ويعيش بقية الموطنين أوضاعا اجتماعية لا تطاق بفعل غياب أدنى المرافق الضرورية ومتطلبات العيش الكريم، حيث يضطر الكثير من السكان إلى قطع مسافة 06 كلم ذهابا إلى البلدية لجلب ما يحتاجونه يوميا بحكم غياب أي بقالة أو دكان، إضافة إلى غياب تام لوسائل النقل مما يجبرهم على قطع المسافة راجلين، ويزداد الأمر سوء بالنسبة لأبنائهم المتمدرسين الذي عليهم النهوض مبكرا للإلتحاق بمقاعد الدراسة. كما يجد ناقلو “الكلوندستان” الفرصة مواتية لاستغلال هؤلاء القرويين في حالة الأمور الإستعجالية بفرض مبالغ تتراوح بين 200 إلى 400 دج لنقلهم إلى مركز المدينة. ومما زاد من تعقد وضعية سكان منطقة المجامعية، حسب شهاداتهم، إهتراء الطريق الرابط بين قريتهم ومركز البلدية، الأمر الذي يؤدي بالكثير من الناقلين إلى العزوف عن التوجه نحوها تفاديا للأعطاب.