يعتبر العنف من بين أبرز المظاهر السليبة التي باتت تملأ يوميات عدد من الأسر الجزائرية وهو أمر ينعكس بشكل سلبي على استقرار المجتمع نظرا لنتائجه الكارثية سواء على مستوى الأفراد او الجماعات وتعتبر فئة النساء المتضرر الأول والرئيسي من سوء المعاملة بمختلف أشكالها، هذا ما جاءت به نتيجة الدراسة التي قام بها مركز الاستماع" بلسم" بالتعاون مع عدة مراكز وخلايا استماع وطنية بالإضافة الى مركز "سيداف" الذي يهتم بحقوق المرأة والطفل في الجزائر وقد تحدثت السيدة ماري فرانس قرانقو عن نتائج التحليل الذي قامت به شبكة بلسم حيث أكدت ان هذه النتائج جاءت بعد دراسة ل147حالة تم استقبالها في مراكز الاستماع التابعة للشبكة، حيث لاحظت من خلال العينات التي تم دراستها والاستماع إليها أن المرأة لا تفصح عما يصيبها من عنف إلا إذا وصل هذا الأخير الى حدود لا تطاق أو تسبب لها في جروح او إعاقات بليغة . تبين من خلال نشر آخر حصيلة لمراكز الاستماع في الجزائر أن الرجال يشكلون النسبة الأغلب للاعتداءات المسجلة سواء في المناطق الحضرية أو الريفية، فخلال المداخلة التي قدمتها السيدة قرانقو تم التأكيد على أن نسبة 91 بالمائة من المعتدين هم من الرجال يتصدرهم الأزواج بنسبة تجاوزت 57 بالمائة يأتي بعدها الأخ أو الأب بنسبة 10بالمائة في حين أن ثلاث عينات من الدراسة كان المعتدي خارج إطار القرابة وقد شكلت الاعتداءات الجسدية ما نسبته 56بالمائة من مجمل الاعتداءات في حين أن52بالمائة من العينة المدروسة خلفت الاعتداءات عليها أثارا نفسية بليغة ولم تستطعن طي ما حصل ،أما الدكتورة شرفي فقد أكدت خلال مداخلتها أن كثرة حالات العنف في مجتمعنا راجع إلى العقلية السائدة وأن الكثير من الحالات لا يتم التبليغ عنها لاعتبارات معينة كالعيب وعدم التدخل بين الزوج وزوجته أو الأخ وأخته إلى غير ذلك من الحجج التي يسوقها المجتمع لتبرير العنف الممارس ضد النساء بشكل عام، ومن خلال العينة المدروسة تبين أن النساء المعنفات هن من مختلف شرائح المجتمع فمنهن المتعلمة جدا، ومنهن المتوسطة وكذلك التي لا تملك أي مستوى تعليمي كما تطرقت السيدة قروش فضيلة قابلة إلى خطورة العنف الممارس ضد المرأة خاصة الحامل التي لا يراعي المعتدي عليها ذلك فكثير من الحالات التي تصل إلى المستشفيات يوميا تخسر فيها الحامل نتيجة العنف جنينها، وفي أحيان أخرى تخسر حياتها والمطلوب من المرأة أن لا تسكت عن العنف الممارس ضدها الذي يحمل انعكاسات خطيرة على المجتمع ككل، وعليها التقرب إلى مراكز الاستماع التي تكفل لها حسن التوجيه خاصة وأن هذه الأخيرة تتوفر على أخصائيين نفسانيين جاهزين لمتابعة حالتها ومساعدتها على التقليل من الضغوطات النفسية التي تشعر بها بعد الاعتداء . ذكرت السيدة ماري فرانس قرانقو أنه ومن خلال الدراسة المعمقة لحصيلة مراكز الاستماع عبر الوطن تبين أن النساء ضحايا العنف يختلفن من حيث المستوى التعليمي أو الفئة العمرية حيث أن نسبة 68 بالمائة منهن تتراوح أعمارهن بين 24و45 سنة في حين احتلت ربات البيوت صدارة النساء المعنفات حيث قدرت نسبتهن ب77بالمائة في حين أن 23 بالمائة منهن غير متزوجات. أما عن المستوى التعليمي فقد قدر عدد الجامعيات ب12بالمائة من النساء المعنفات أما النسبة الأكبر من ضحايا العنف في مجتمعنا فقد كن المتحصلات على مستوى تعليمي متوسط أو ثانوي، حيث قدرت نسبتهن ب52 بالمائة وأضافت السيد قارنقو إلى أن هذه النسبة لا تشكل النسبة الحقيقية لما يحصل في المجتمع الجزائري وإنما هي عينة بسيطة لما يصل إلى مراكز الاستماع المنتشرة عبر أرجاء الوطن وقد تزيد النسبة عن ذلك الحد أو تنقص