يحمل تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم بكل جدارة واستحقاق إلى المونديال الجنوب إفريقي 2010 للمرة الثالثة في تاريخه بعد محطتي اسبانيا والمكسيك، عدة مؤشرات اقتصادية تصب في اتجاه تسجيل المنظومة الاقتصادية الوطنية وثبة حقيقية في غضون الأشهر التسع المقبلة، بشكل من شأنه إحداث تحول عميق في المشهد التجاري المحلي. وتتجلى ملامح هذه الوثبة من خلال ما شهدته "بورصة" الأعلام والألعاب النارية وسائر المتعلقات ذات البعد الوطني، من مبيعات قياسية وأرباح غير مسبوقة مرشحة للتضاعف لاحقا، إذ يرتقب أن تحافظ هذه الحركية الاقتصادية على ديناميكيتها على الأقلّ لغاية نهائيات كأس العالم، التي ستحتضنها جنوب إفريقيا شهر جوان 2010. وأدى تألق أبناء المدرب رابح سعدان بشكل لافت في إقصائيات الحدث الكروي الأكبر دولياً، في تغيير وجهة المواطنين الاستهلاكية بشكل كبير، وهو ما تجلى بوضوح عبر ذاك التهافت والإقبال الكبير على اقتناء كل ما يشير للوطنية وحب البلاد والوفاء للشهداء. ولم يخف كثيرون ممن امتهنوا تجارة الألبسة الرياضية ولواحقها هذه الأيام، أنهم جنوا أرباحاً كبيرة. ورغم غلاء الأعلام والأغراض التي توضع على الرؤوس والمعاصم والأعناق، وتراوح أسعارها بين 150 إلى 1500 دينار، إلاّ أنّ الجزائريين من رجال ونساء وأطفال وشيوخ وكبار اشتروا كل شيء ولسان حالهم يقول "ليس هناك شيء غال، حينما يتعلق الأمر بحب الوطن وتشجيع أبنائه". الملاحظة نفسها، تقال عن عالم السمعي البصري، فآلاف النسخ من أقراص مدمجة وأشرطة كاسيت (17 ألبوماً) التي جرى إنتاجها من طرف 10 فرق للمناسبة، نفذت كلها من الأكشاك، وهو ما شكّل مفاجأة سارة للباعة ومختلف الفرق الهاوية والمغنين، الذين يتوقع أن يشهد نشاطهم ازدهارا بعد نجاح الجزائر في تخطّي عقبة المنتخب المصري. ويتوقع خبراء أن تستمر المبيعات المتعلقة بفوز المنتخب الوطني بالتكاثر، سواء الأعلام والأقمصة، ويلاحظ أنّ الفوز المحقق على مصر سيحفّز جمهور المستوردين على جلب حجم ضخم من المعدات. أما سوق الأغاني الرياضية سيأخذ شكلاً أكثر اتساعاً، حيث يُنتظر أن تعرف معدلات الاستهلاك والإنفاق لدى الجزائريين ارتفاعاً تشجعه الراحة النفسية التي باتت تطبع المجتمع الجزائري، وهو أمر سيتواصل حتى مشاركة الجزائر في نهائيات كأس العالم. وتبعاً لما شهده اللقاء الأخير في الخرطوم من إقبال منقطع النظير لآلاف الجزائريين، يتوقّع مراقبون أن تكون الدورة النهائية لكأس إفريقيا في كرة القدم المقررة في دولة أنغولا في شهر جانفي المقبل، وكذا كأس العالم في شهر جوان 2010 عنواناً لآلاف الأشخاص الذين سيتنقلون إلى هناك، بغرض تشجيع المنتخب الوطني، وهو ما ستكون له آثاره الإيجابية على شركة الخطوط الجوية الجزائرية، وكذا شركات الطيران الأخرى الناشطة في الجزائر، ومن المحتمل أن يتم اقتراح صيغ مغرية لاستيعاب الطلبات واستقطاب الزبائن. في سياق متصل، ستغدو سوق الألعاب النارية أكثر رواجاً، خصوصاً وأنّ الشعب الجزائري مولع بالألعاب النارية ولا شكّ أنّ تأهل الجزائر لكأس العالم سيضاعف من هذه المبيعات.