تدخلت الجزائر عن طريق وزير الخارجية، مراد مدلسي، لمواجهة التحرشات الشعبية والإعلامية الموجهة ضد التواجد الجزائريبالقاهرة، بفعل تواصل حصار السفارة الجزائرية منذ يومين من طرف جماهير مصرية متعصبة. أثار المسؤول الأول عن الدبلوماسية الجزائرية في مكالمة هاتفية مع نظيره أحمد أبو الغيط، كشف عنها أمس، مسألة "مظاهر الغضب التي أبداها بعض المصريين في المنطقة المحيطة بالسفارة الجزائرية في القاهرة". وقد نقل عن السفير عبد القادر حجار الذي حوصر أيضا مكان إقامته من قبل من سموهم "الأنصار المتعصبين"، تأكيده بأن الحصار مازال متواصلا من قبل الجماهير التي كانت تنادي بغلق السفارة. وقد تناولت المحادثة الهاتفية بين الوزيرين بحسب جهات إعلامية التطورات التي أعقبت مباراة كرة القدم الأربعاء بين المنتخب الجزائري والمصري الفارط بالخرطوم، وما دار حولها من ردود أفعال. وشرح وزيرا الخارجية المصري والجزائري التداعيات الخاصة بعد المباراة، وأشارا إلى "أهمية أن يتحلى إعلام البلدين وكذلك العربي والأجنبي في هذه المرحلة بالحكمة وضرورة توخي الحذر، والتأكد من صحة الأخبار قبل نشرها، بحيث لا يؤدي ذلك إلى استثارة حفيظة شعبي البلدين". وكانت وزارة الخارجية عن طريق الوزير مدلسي، قد دعت نظيرتها المصرية إلى ضرورة التعقل، وبلغت هذه الأخيرة "قلق السلطات الجزائرية العميق إزاء تصاعد الحملة الإعلامية" و"المطالبة بوضع حد فوري لهذه الحملة التي لا تخدم البلدين ولا الشعبين"، حسب وكالة الأنباء الجزائرية. ونقل عن مدلسي قوله بأن "الجزائر اتخذت فيما يخصها كل الإجراءات لتهدئة الوضع، قبل وخلال وبعد المباراتين، وأقامت جهازا أمنيا مدعما لضمان أمن الرعايا المصريين وممتلكاتهم في الجزائر". تجدر الإشارة إلى أن جامعة الدول العربية دعت، أول أمس، عن طريق أمينها العام، عمرو موسى، الجانبين الجزائري والمصري "إلى الهدوء وإلى العودة إلى العقل"، معتبرا أن ما حصل هو "فتنة أدت إلى فورة أعصاب في بلدين كبيرين".