وزعت السلطات العقابية الليبية المساجين الجزائريين على قاعات متفرقة، تضم نزلاء من جنسيات إفريقية مختلفة. الإجراء الأخير جاء بهدف دفع المعنيين إلى وقف الإضراب عن الطعام، الذي كانوا دخلوا فيه منذ الخميس الماضي. وكانت مصادر من داخل السجن، قد أكدت أن إدارات السجون الثلاثة "الجديدة"، "بن غازي" و"عين زارة"، والتي يتواجد بها حوالي 80 جزائريا، 62 منهم يواجهون أحكاما ثقيلة، كقطع اليد والمؤبد والإعدام، قد عمدت إلى تفريق المضربين على الطعام، منذ الخميس الماضي، وقضت بوضع كل اثنين منهم في زنزانة خاصة، يتواجد بها نزلاء من جنسيات إفريقية، منهم نيجيريين. وتأتي سياسة التفريق هذه، لغرض وضع حد للإضراب الذي دخل يومه السابع، فيما نقل منذ يومين الأربعة الذين قاموا بخياطة أفواههم إلى المستشفى لفك الخياطة بعد تقرح جروحهم، ويتعلق الأمر بكل من: علي مامون من تفرت وودان محمد من غليزان وعبد الحميد بن مسعود من وادي سوف وامحمدي علي من إيليزي، ويعاني هذا الأخير من شلل نصفي إثر تعرّضه لاختراق رصاصة على الحدود الجزائرية الليبية، قبل إيداعه السجن، فيما حاول الانتحار مرات عديدة. وكان السجناء قد نفّذوا الإضراب عن الطعام بعد أن يئسوا من الفرج الذي بات بعيدا جدا بتنصل السلطات الليبية من تطبيق الاتفاقية الثنائية التي وقّعتها مع الجزائر في ماي الماضي، والتي كانوا يعلقون عليها آمالا كبيرة بالعودة إلى أهاليهم بالجزائر، إذ كانت تقضي بإتمام عقوباتهم بالسجون الجزائرية. وكانت إدارة السجون بطرابلس قد اتخذت سابقا إجراء مماثلا وصفته محامية السجناء فاطمة الزهراء بن براهم ب "غير القانوني"، وأقدمت بمقتضاه على سحب سجينة جزائرية من مجموعة السجناء المضربين وإيداعها بزنزانة انفرادية. وعلى صعيد آخر، وحسب ما أوردته مصادر قريبة من مؤسسة سيف الإسلام القذافي، نجل القائد الليبي، ورئيس مؤسسة خيرية عالمية، فإن السلطات العقابية الليبية اتخذت قرارا بترحيل العشرات من المساجين المصريين الأسبوع القادم، بتدخل من عائلة القذافي كرد فعل إيجابي تجاه إفراج السلطات المصرية عن عشرين سجينا ليبيا. بينما يبقى الجزائريون القابعون في السجون الليبية، يتطلعون نحو اتفاقية... هي الأولى بهذا الخصوص، ولكنها لم تأخذ أي جرعات تنفيذية في نطاق الملموس. فيما تم بالمقابل، إقرار الإفراج عن المصريين بسهولة تامة