أكد الدكتور كريم خلفان المختص في القانون الدولي، أمس، أن منظمة الأممالمتحدة بما فيها مجلس الأمن فشلت في تأدية مهامها وتحقيق الأهداف المحددة لها، وأوضح الدكتور أن المجلس أصبح مجرد هرم لم يتمكن من الحفاظ علي الأمن والسلم الدوليين، وهو ما يظهره الواقع الحالي الذي انتشرت فيه حروب أهلية وصراعات حدودية، مشيرا في ذات الوقت إلى أن أزيد من 12 تقريرا دوليا صدر من سنة 2000 إلى سنة 2005 أكدوا هذا الفشل وحاولوا تقديم نماذج بديلة لإصلاح الأوضاع. وأوضح الدكتور خلفان في تدخله خلال الندوة الصحفية التي نشطها بمركز "الشعب" للدراسات الإستراتيجية، أن العالم حاليا يواجه ستة تحديات والمتمثلة في الجريمة المنظمة، الإرهاب، الحروب بين الدول، النزعات الداخلية، الأسلحة النووية والفقر والأمراض والمشاكل البيئية، وهذه الرهانات بحاجة إلي قانون دولي يتماشي وواقعها. ويرى المتحدث أنه من الضروري والعاجل إجراء تعديلات على مستوى مجلس الأمن بما يتوافق والتطورات الحالية، حيث لم يشهد هذا الجهاز أي تعديل منذ سنوات عدة ولم يعرف أية إصلاحات جدية منذ 67 سنة من إنشائه. هذا، وأكد خلفان أن معظم الدول تدرك ضرورة إحداث تعديلات في مجلس الأمن، حيث نجد كلا من ألمانيا واليابان ودول من القارة الإفريقية تنادى لحصولها على مقعد دائم في هذا الجهاز، في حين لا تزال الدول المالكة لحق "الفيتو" حاليا تمارس نوعا من التهرب ورفض دخول أعضاء جدد في نادي "الفيتو" لمنظمة الأممالمتحدة. وفي تشريحه لممارسات مجلس الأمن، أكد كريم خلفان أن مجلس الأمن تحوّل إلى آلة تستخدمه الدول الكبرى لأغراضها الاقتصادية والسياسية ولم تعد مهماته تكتسي المصداقية، حيث فشل في حل النزاعات وحتى تسيير الأزمات الإنسانية، كالتي حدثت في هايتي مؤخرا، كما فشل حتى في تحديد مفهوم الإرهاب أو استصدار اتفاقية دولية في شأنه، وغيرها من الإخفاقات المتتالية. ومن جهة أخرى، أكد الدكتور أن المسؤولين الجزائريين كعبد القادر مساهل، يوسف يوسفي وغيرهم، كانت لهم مواقف جد مشرّفة من خلال المطالبة بمقعدين دائمين في مجلس الأمن لصالح القارة الإفريقية، وهذا في العديد من المناسبات، مشيرا في ذات السياق إلى أنه من الممكن أن تحدث إصلاحات في السنوات القادمة وقد تمنح إفريقيا مقعدا دائما، إلى جانب اثنين آخرين لدول أخرى. أما الباقي من المقاعد، سيكون تمثيلا نفسانيا للمنظمة لإوهام الرأي العام العالمي.