تكشف التصريحات الاخيرة التي أدلت بها جينا ابيركرومبي وينستانلي منسقة البرامج في المكتب الأميركي لمكافحة الإرهاب التي غادرت الجزائر أمس الجمعة بعد زيارة دامت 48 ساعة وبشكل فاضح " خطاب واشنطن المزدوج " اتجاه الجزائر والتي برأي متتبعي ملف العلاقات السياسية بين البلدين لا يمكن أن تنطلي حججها عن الديبلوماسية الجزائرية عندما تقول أن الولاياتالمتحدة تعتبر الجزائر أحد "أفضل شركائها" في مجال محاربة الإرهاب بل وتذهب أبعد من ذلك عندما تؤكد أن بلادها استفادت من التجربة الجزائرية حيث تمكنت من تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على أكبر رؤوسه . لكن من جانب آخر تتحفظ منسقة المكتب الأميركي لبرامج مكافحة الإرهاب تتحفظ في التصريح أوالتعليق على قائمة" الدول الخطيرة" مكتفية بالقول أن التهديد الإرهابي هوالذي فرض هذه الإجراءات ولا يسع واشنطن إلا تنفيذها حماية لأمنها القومي لكن رغم ذلك وعد الرئيس أوباما بأن القائمة ستخضع لمراجعات بانتظام". وبرأي المراقبين والمحللين السياسيين فإنه يلمس من تصريحات الوفود الديبلوماسية والعسكرية الأمريكية المتتالية على الجزائر في الأسبوعين الآخيرين أن واشنطن تحاول كسب ود الجزائر وإقناعها بالإجراءات التي اتخذت ضد رعاياها على غرار الدول ال 14 الأخرى التي شملتها قائمة الدول الخطيرة لكنها لا تريد من جانب آخر أن تخسر شريكا اقتصاديا مهما في منطقة البحر المتوسط وهي الرسالة التي فهمتها السلطات الديبلوماسية في بلادنا لكنها مصرة على رفض اللائحة السوداء بل وذهبت إلى حد التهديد بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل.