قال عبد الحفيظ فغولي الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك بالنيابة أمس أن " المتهمون في قضايا الفساد وتبديد المال العام وإبرام صفقات مشبوهة في الشركة أبرياء حتى تثبت أدانتهم " موضحا أنه يجب ترك المصالح المختصة في التحقيق مواصلة عملها وأيضا القضاء يؤدي وظائفه بشكل عاد حتى يتبين " المذنب من البريئ" في إشارة إلى وسائل الاعلام التي تحاملت على الملف وصعدت من حملاتها التي لا تستند في غالب الأحيان إلى أي أساس. وفند فغولي أمس في تصريح ل " الأمة العربية " على هامش أشغال الفوروم الدولي الأول حول ترقية وتصنيع قطع الغيار الصناعية الذي ينظم على مدار يومين بنزل الأوراسي" الحملة الإعلامية " التي روجت في الأيام الأخيرة من طرف بعض الجهات التي ترمي من وراءها إلى زعزعة كيان الشركة وخصوصا الأخبار التي تناقلتها الصحافة الوطنية بكون " قضايا الفساد التي اكتشفت في المجمع " أثرت وبشكل كبير على أداء الشركة على مستوى أسواقها الخارجية والداخلية بل وذهبت مصادر إعلامية إلى حد تحديد حجم الضرر المنجر مقدرة إياه بالملايير من الدولارات. وقال فغولي أن "سوناطراك ما تزال واقفة ولن تزول بزوال الرجال" مستبعدا أي تأثير لملف قضايا الفساد بمردود وأداء الشركة بل ماتزال سوناطراك تباشر أعمالها بشكل طبيعي وتحرص على احترام عقودها مع الشركاء الأجانب حسب ما تنص عليه بنود العقود المبرمة بل والأكثر تتطلع لتحقيق أرقام أعمال معتبرة برسم العام 2010 عكس تماما ما يروج بكون موازنات سوناطراك الماية ومصداقيتها ضربت في الصميم . وأضاف فغولي أن ما يحدث في سوناطراك يحدث في الكثير من كبريات المجمعات و الشركات العالمية العملاقة مستدلا بالشركة الفرنسية " ألف " و" هايمون آل ت يدي" التي اكتشفت فيها العديد من الثغرات و التعاملات المشبوهة وقد سويت ملفاتها بعد أن أخذت العدالة مجراها بعيدا عن كل الضغوطات مهما كانت طبيعتها ومصدرها . من جانب آخر فند عبد الحفيظ فغولي الاخبار التي تداولتها بعضا من وسائل الإعلام في أعقاب تنحية الرئيس المدير العام السابق لسوناطراك محمد مزيان بكون مجمع سوناطراك قام بتجميد جميع نشاطاته التعاقدية مع الشركاء الاجانب وأن المجمع ألغى الكثير من العقود التي وقعت بعد 21 ديسمبر الماضي مؤكدا أن هذه الأخبار ليس لها أساس من الصحة على غرار الخبر المتداول حول اشتراط شركاء سوناطراك الأجانب ضمانات نزاهة و اللارشوة من الشركة قبل الشروع في أية مفاوضات شراكة موضحا أن هذا الحديث ليس سوى " كلام صحافة ". وأوضح ذات المتحدث أن سوناطراك ما تزال من بين المجمعات العملاقة على الصعيد الاقليمي و القاري والدولي ولم ولن تتزعزع أبدا مطمئنا المواطنين بكون الشركة تواصل نشاطاتها بشكل عاد داعيا الصحافة إلى توخي الحقيقة والتريث قبل إصدار الأحكام . على صعيد منفصل دعا شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم أمس لدى افتتاحه لاشغال الفوروم الدولي الأول حول ترقية وتصنيع قطع الغيار المستخدم في الآليات والتجهيزات الطاقوية إلى أن سوناطراك ترصد سنويا أغلفة مالية معتبرة لتويل برامج التكوين وتحويل التكنولوجيا موضحا أن الشركة رسمت استراتيجية على المديين المتوسط والبعيد من أجل تفعيل هذه البرامج مما سيقلص متن فاتورة الاستيراد التي ما تزال تثقل كاهل المجمع في وقت يحوز هذا الأخير على كافة الإمكانيات المادية والبشرية من أجل ترقية برامج التصنيع المحلي بالاعتماد على التكونولجيا المنقولة . وتحوز سوناطراك إلى غاية 2009 على العديد من المركبات الملحقة بكبريات مراكز الاستغلال والنقل وأيضا التنقيب والبحث في الشمال على مستوى الموانئ وأيضا في الجنوب حيث آبار الاستغلال، مختصة في تصنيع قطع الغيار لكن القوة الانتاجية ليست في الوقت الحاضر في مستوى الطلب الأمر الذي يتطلب حسب شكيب خليل تعزيز برامج التكوين والرسكلة ونقل التكنولوجيا . وطرح العديد من الخبراء والتقنيون وكذا رؤساء المؤسسات الناشطة في تصنيع قطع الغيار الصناعي إشكاليات الشراكة مع المتعاملين الاجانب حيث أوضحوا أن مبادرات استحداث الشركات المختلطة ما تزال محدودة وعقيمة بسبب غياب تشريع ينظم عمليات استحداث هذه الشراكات داعين الوصاية إلى النتظر في هذا الملف لأن الشراكة الأجنبية الجزائرية في قطاع المناولة هو السبيل الوحيد لضمان النقل السريع والجاد للتكنولوجيا .