لا تزال العائلات المقيمة بأقبية العمارات بحي الصومام بباب الزوار تتجرع مرارة عيش حقيقية لتجد نفسها تصارع الجرذان وتتنفس روائح المياه القذرة التي تتسرب إلى بيوتها، مشيرين في ذات السياق أنهم تقدموا بعدة شكاوى إلى السلطات المحلية للنظر في قضيتهم وانتشالهم من الوضعية الصعبة التي يمرون بها. وفي ذات السياق أشار سكان الحي السالف الذكر أن معاناتهم تتضاعف مع حلول الفصل الماطر خاصة في ظل الضيق الذي يخيم على سكناتهم، الأمرالذي دفع بهم إلى اتخاذ أنجع الوسائل لتوسيعها. ولعل الأمر الذي يؤرقهم بالدرجة الأولى هوهشاشة جدرانها وتسرب المياه القذرة، حيث يضطرون في كل مرة إلى تنظيف الأقبية التي تمتلئ بالمياه التي تسيل بفعل تهاطل الأمطار لتصبح بذلك مصدر إزعاج للسكان الذين طالما ناشدوا السلطات المحلية التدخل لكن يقول البعض منهم - أنه لا حياة لمن تنادي. من جهة أخرى أبدوا تخوفهم الشديد من امكانية تكرار سيناريو انفجار قناة الصرف الصحي مثلما حدث في إحدى الليالي لتثير بذلك حالة استنفار قصوى دون تدخل المصالح المختصة - يضيف أحدهم -، مبدين استغرابهم الشديد لما أسموه بسياسة اللامبالة التي تنتهجها السلطات المحلية ضدهم. كما أشار سكان أقبية حي الصومام إلى الانتشار الواسع لمختلف الأمراض المزمنة والتنفسية التي يعاني منها الكبار والصغار على حد السواء، ناهيك عن الاصابات التي يتعرضون لها بسبب ضيق التنفس في ظل غياب التهوية وانعدام النوافذ بغرفهم. من جهة أخرى أشار أولياء التلاميذ إلى تراجع التحصيل الدراسي بغض النظر عن الظروف التي اعتبروها غير ملائمة تماما للمراجعة والتحضير الجيد،ناهيك عن ارتفاع درجة الرطوبة التي تسببت في خلق أزمات لأطفال الحي. هذا وقد أضافت العائلات أنها راسلت السلطات المحلية بمختلف مصالحها لكن المأساة تبقى متواصلة دون أن تتلقى ردا مقنعا، مشيرين في ذات السياق أن البلدية اكتفت بالوعود في حين ديوان الترقية والتسيير للدار البيضاء طلب منهم التواصل مع بلديتهم لإدراج أسماءهم ضمن قوائم المستفيدين من السكنات الاجتماعية. وفي ظل تضارب الجهات الوصية تتواصل معاناة سكان أقبية العمارات الواقعة بحي الصومام بباب الزوار، مجددين بذلك رفع انشغالاتهم إلى المسؤولين للفت انتباههم وترحيلهم إلى سكنات لائقة وانهاء معاناتهم،محملين اياهم مسؤولية الأزمات الخانقة التي يدفعون ثمنها مناشدين السلطات المحلية انتشالها من هاته الوضعية،أملين أن تجد نداءاتهم أذانا صاغية.