كشف أخصائي بمصلحة الأمراض المعدية بجناح كوفيد-19 بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر، عن تسجيل عشرات الحالات لتسممات الدوائية والتي تم الكشف عنها، على أنها مصابة بفيروس كوفيد19، ويتعلق الأمر بالحالات التي عملت على الإفراط في تعاطي كميات غير محدودة من الأدوية المدرجة ضمن قائمة الفيتامينات المقوية لجهاز المناعة، حيث أن تعاطيها بنسبة كبيرة كان له أثارت جانبية سلبية على صحة الحالات، خاصة فئة المرضى المزمنين، وبالتالي ظهورأعراض لديهم كالإسهال والغثيان الأمر الذي توجس لديهم أن هذه أعراض الإصابة بفيروس كوفيد19 مما جعلهم يتدفقون على جناح الكوفيد من أجل إجراء الاختبار، للتأكد من إصابتهم من عدمها. حيث أسفرت نتائج الفحص الطبي، على أن الأمر يتعلق بتسممات دوائية، وبالتالي تم توجيههم لمصالح أخرى. كما أوضح ذات المتحدث أن هذه الأدوية تحتوي على فيتامينات غير مضرة بالنسبة للأشخاص العاديين، أما النساء الحوامل والمرضى المزمنين، فينبغي استشارة الطبيب المختص، ومن جملة الأدوية المقوية تلك التي تحتوي على مادة الزنك وهو عنصر غذائي موجود في جميع أنحاء الجسم، الجهاز المناعي ووظيفة الأيض. كما أن الزنك مهم أيضًا لالتئام الجروح ولحاستي التذوق والشم. ومن خلال إتباع نظام غذائي متنوع، عادة ما يحصل الجسم على ما يكفي من الزنك. تشمل المصادر الغذائية التي تحتوي على الزنك الدجاج واللحوم الحمراء وحبوب الإفطار المدعمة، لكن هناك من يعمل على تعويض هذه المنتجات الاستهلاكية في تناول فيتامينات الأقراص أدوية الزنك عن طريق الفم للمساعدة في علاج نزلات البرد، وتقوية جهاز المناعة ولكنه يمكن أن يقلل من فعالية بعض الأدوية ويسبب آثارا جانبية. فالكمية اليومية الموصى بها من الزنك هي 8 مليغرامات (ملغم) للنساء و 11 ملغم للرجال البالغين. ومن بين الآثار الجانبية التي يترتب عنها الإفراط في تناول حبوب الزنك ،عسر الهضم والإسهال والصداع والغثيان والقيء فعند تناول حبوب الزنك على المدى الطويل وبجرعات عالية، يمكن أن يؤدي إلى نقص النحاس. وقد يعاني الأشخاص ذوو معدلات النحاس المنخفضة مشاكل عصبية، مثل التنميل وضعف في الذراعين والساقين. يحدث هذا في الوقت الذي شهدت فيه عملية تسويق الأدوية، التي تندرج ضمن قائمة المكملات الغذائية انتعاشا كبيرا بالصيدليات المحلية، خاصة تلك الأدوية المقوية لجهاز المناعة والتي تعمل مخابر إنتاجها على طرحها بسوق الأدوية وتدعيم تسويقها بومضات اشهارية بوسائل الإعلام. ويأتي انتعاش تسويق هذه الأدوية تزامنا وجائحة كوفيد 19 إذ أن المتداول لدى العام والخاص أن هذه الأدوية من شأنها أن تقي الجسم من الإصابة من عدوى الفيروس، مما جعل المواطنون يقبلون على شراءها بكميات تفوق الاستعمال الشخصي، وهو الأمر الذي فتح الباب لبعض الصيادلة، الذين عملوا على احتكار نوع من هذه المكملات والتي هي عبارة عن أقراص التي تحتوي على مادة الزنك، والرفع من أسعارها إلى 1200 دينار العلبة الواحدة فحين ان سعرها الحقيقي لا يتجاوز 650 دينار للعلبة، وهو نجده مدون بملصق العلبة. الأمر الذي يؤكد إقدام بعض الصيادلة على المضاربة بأسعار الأدوية التي تندرج في قائمة المكملات الغذائية، وهذا أمام تهافت المواطنين اللاعقلاني على هذا النوع من الفيتامينات لا لشي سوى أنه يعرض بكثرة في حملات اشهارية تلفزيونية.وما زاد من حدة الطلب هو رواج معلومات مفادها أن هذا النوع من الفيتامينات من شأنه الوقاية من خطر الإصابة بفيروس كوفيد 19 وهذا غير صحيح تماما، فهو يعتبر مكمل غذائي لا أكثر.