ما كان مجرّد إشاعة وسبق لنا التلميح إليه في الأعداد الماضية، قد تأكّد اليوم، بإعلان رئيس مولودية وهران فسخ العقد بالتراضي مع المدرب الفرنسي للفريق برنارد كازوني ومواطنه المحضر البدني دوران في أعقاب الاجتماع الذي جمع الطرفين سهرة الأمس، حيث اتفق الرئيس محياوي والمدرب الفرنسي على وضع حد لعلاقة العمل القائمة بين الجانبين، رغم أن النتائج الفنية المسجّلة من طرف الكتيبة الوهرانية منذ انطلاق الموسم إيجابية بتسجيل خمس تعادلات، منها أربع خارج الديار وانتصارين وهو ما مكّن التشكيلة من الارتقاء إلى الصف الرابع بمجموع إحدى عشر نقطة من سبع جولات. رحيل متوقّع ولمّحت "الوطني" إليه سابقا لم يشكّل انتهاء مغامرة التقني الفرنسي مع مولودية وهران مفاجأة بالنسبةللعارفين بالشأن الداخلي للفريق، بحكم التصريحات الكثيرة التي أطلقها في الآونة الأخيرة الرجل الأول في النادي، مفادها بأن الخزينة تعاني من أزمة مالية خانقة ولا يمكنه تحمّل تبعات مستحقات كازوني بمفرده ولم تسمح النتائج الإيجابية للرئيس بالقيام بأي خطوة تجاه المدرب، رغم أن الأطراف المحيطة من محياوي كانت قد كشفت لنا بشكل في وقت سابق، بأن المسؤول الأول عن المولودية لم يعد متحمّسا للاحتفاظ بالمدرب السابق للعميد وينتظر أول فرصة لوضع حد لمشواره مع المولودية لكن النتائج الإيجابية أخلطت كل الأوراق. الرئيس يتحجّج بالجانب المالي ويرفض تحمّل مسؤوليته وفي تصريحات صحفية، برّر الرئيس محياوي الخطوة التي قام بها بوضع حد لمهام كازوني بالأزمة المالية التي تعاني منها المولودية التي لا يمكنها دفع ما يقارب 22 ألف يورو شهريا لمدربين فرنسيين (كازوني ينال 17 ألف يورو والمحضر البدني دوران القيمة المتبقية) وهو ما يعادل 500 مليون سنتيم شهريا يقول محياوي الذي بدا مقتنعا في حديثه مع الصحافة بالقرار الذي اتخذه دون أخذ رأي أعضاء مجلس الإدارة ولو أن هؤلاء كانوا منذ البداية ضد فكرة الاستنجاد بكازوني، لكن الرئيس أخذ كعادته قراره بمفرده والأيام أثبتت بأنه أخطأ التقدير في حالتين. تتمثل الحالة الأولى بتعيين مدرب بقيمة مالية تفوق قدرات المولودية المالية ودون موافقة أعضاء مجلس الإدارة على الفكرة، في حين الحالة الثانية تتمثل في إبعاد مدرب في منتصف المشوار وبنتائج فنية ايجابية جعلت المولودية تدخل خانة الأندية التي لم تتكبد أي هزيمة من بداية الموسم إلى جانب شبيبة الساورة وشباب بلوزداد بغض النظر عن الأداء المتوسط المقدم من طرف التعداد، إلا أن الحصيلة والأرقام تقول بأن المولودية حققت بداية موفّقة ولا يوجد أي داع منطقي للتخلّص من كازوني. بلعطوي قد يُعيّن مدربا أولا وبوعلي عباس وسليماني في المفكرة هذا وبخصوص خلفية المدرب كازوني، فإن كل الاحتمالات واردة وسيقود بلعطوي التشكيلة ضد شباب بلوزداد وهي التي ستعود اليوم للتدريبات بعد إضرابها البارحة وتلقيها ضمانات بمنحها جزء من مستحقاتها بعد موعد "السياربي". كما علمنا بأن اسم عباس عزيز لازال مطروحا لخلافة كازوني مثلما لمّحنا إليه سابقا، إلى جانب اسم سليماني وفؤاد بوعلي متداولان.