يعاني سكان أحياء بلدية حاسي دحو التابعة اقليميا لدائرة تنيرة جنوب عاصمة ولاية سيدي بلعباس من أزمة انعدام المياه الصالحة للشرب منذ أزيد من 20 يوما، بالرغم من الشكاوى المتعددة التي تقدم بها هؤلاء السكان للمصالح المعنية، منها الجزائرية للمياه وغيرها ذات الصلة بالموضوع، إلا أن واقعهم المزرى لم يتغير، ولم يجدوا آذان صاغية لهم، وفي ظل هذا التهميش واللامبالاة المسلط عليهم. وجد سكان البلدية أنفسهم مجبرون على اللجوء إلى الطرق البدائية من أجل التزود بالمياه وذلك من خلال التنقل إلى المنابع الطبيعية لتعبئة القارورات والدلاء، على أمل تتكرم عليهم مؤسسة المياه وتنهي معاناتهم ولو لبضعة ساعات، وفي ذات السياق عبر سكان البلدية في تصريحاتهم ليومية "الوطني" عن غضبهم من هذا الانقطاع كونه جاء في عز انتشار وباء كورونا القاتل الذي يتطلب التطهير والتعقيم للوقاية منه، مؤكدين إلى انه رغم تساقط الأمطار أيضا إلا أن حنفياتهم جفت من هذه المادة الحيوية، و أرجع سكان البلدية سبب الانقطاع المتواصل الى الخلل المتواجد بمضخة الماء، حيث لم يتقدم ولا مسؤول لمعاينة المضخة وإصلاحها من جديد. وأضاف سكان البلدية بأن مشكل العطش جعلهم يلجؤون إلى تأجير الشاحنات والتنقل إلى آبار المواطنين الخاصة لجلب المياه في حين لجأ بعض السكان إلى شراء صهاريج كل خمسة أيام ب 1000 دينار و الهدف واحد والمتمثل في القضاء على الأزمة التي حدثت بدون سابق إنذار، والتي طال أمدها لمدة تزيد عن 20 أيام، في الوقت الذي تنصلت فيه البلدية والجزائرية للمياه عن مهامها حيث يقول المواطنون بأن الإهمال وصل إلى درجة لا تطاق، حيث أن بلديتهم ومداشرها تعيش على وقع الجفاف في حين يوجد بعض البلديات المجاورة لها تنعم بهذه المادة الحيوية. وقال لنا أحد السكان، إن الوضع لم يعد محتملا، حيث أن مشكلة نقص الماء الصالح للشرب تحولت إلى مشكل يومي بالبلدية، فبعدما اجتاز السكان الصيف بصعوبة، عاد الوضع إلى حاله ليزيد من تأزم الوضع في عز الشتاء. وأوضح نفس المتحدث أن الشبكة تعاني القدم، في وقت طالب السكان من البلدية ببرمجة عملية التجديد، فيما عبرت من جهتها، عن عجزها في التكفل بهذه المشكلة، بالنظر إلى تكلفتها التي تتجاوز بكثير إمكانيات المجلس الشعبي البلدي لحاسي دحو، وأضاف ذات المتحدث بأن رغم ضغط السكان والاحتجاجات المتكررة، بغية الإسراع في تجديد الشبكة وإنهاء معاناتهم مع أزمة نقص الماء، إلا أنهم لم يجدوا من يسمع لانشغالاتهم، وتم حرمانهم من هذه المادة الضرورية. وأمام هذه المعطيات، ناشد سكان البلدية المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي للولاية بالتدخل العاجل والإسراع في إيجاد حل لمشكلة الجفاف والعطش الذي ضرب بلدية حاسي دحو ولم يجدوا له حل.