مير سيدي بن يبقى: "المتهم الأول هم مدراء المحاجر والإنشغال على طاولة الوالي" أقدم، نهار أول أمس، سكان بلدية سيدي بن يبقى التابعة إداريا لدائرة أرزيو شرق وهران، على غلق الطريق المؤدي إلى المحاجر والمعروف "بطريق ألمانيا"، وذلك باستعمال العجلات المطاطية و الأنابيب المخصصة لقنوات صرف مياه الأمطار، مطالبين بتدخل والي وهران عبد الغني زعلان شخصيا، للوقوف على معاناتهم اليومية مع ذات الطريق، الذي أصبح هاجسا حقيقيا للسكان، نتيجة اهترائه و تصاعد الأتربة والغبار إلى داخل منازلهم، مما أسفر عن إصابة العديد من سكان ذات الحي بأمراض تنفسية خطيرة لهم ولأبنائهم. رفض أولئك الغاضبون، العدول عن قرارهم وفتح الطريق إلا بحضور الوالي شخصيا وإيجاد حل ردعي لهذا الاشكال الذي نغّص معيشتهم وحولها إلى جحيم، مطالبين باستحداث طريق اجتنابي خاص بشاحنات المحجرة بعبدا عن أحيائهم، ملوحين بتصعيد الاحتجاج وغلق الطريق بعد عيد الأضحى إلى غاية أن تجد السلطات المعنية حلا لهم وتخلصهم من هذه المعاناة اليومية، خاصة وأن مرور الشاحنات التابعة للمحاجر والمصنعين المتواجدين ببلدية سيدي بن يبقى، بذات الطريق المهترئ يتسبب في تصاعد الغبار الذي يغطي جميع السكنات المتواجدة بالمنطقة، وهو الذي كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، ودفعت هؤلاء المحتجين إلى قطع الطريق مانعين مرور الشاحنات إلى أن تدخلت مصالح الدرك الوطني، لفتح الطريق، متوعدين بتصعيد لهجتهم بعد عيد الأضحى في حال بقاء الوضع على حاله. صوت "المينا" والغبار يخرجان السكان عن صمتهم أعرب العديد من سكان سيدي بن يبقى، أول أمس، لجريدة الوطني خلال زيارتها الميدانية الى البلدية، وعلى لسان ممثلهم (ب. م)، عن استيائهم ومعاناتهم اليومية مع مشكل تطاير الغبار، أين أوضح هؤلاء المحتجون، انهم لم يستطيعوا تحمل الأمر أكثر مما هو عليه، وعلى حد تعبيرهم فقد بلغ السيل الزُبَا، موضحين أنّهم أصبحوا لا يقومون بفتح النوافذ على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة، باستثناء يومي الجمعة والسبت، ومن جهة أخرى فإن هؤلاء المواطنين لا يقومون بغسل ملابسهم الا يومي الجمعة والسبت كذلك، وذلك بسبب الغبار المتطاير والذي يحولها من نظيفة الى متسخة، وهذا ما لاحظناه خلال زيارتنا لبعض المنازل هناك، وما زاد من معاناة هؤلاء السكان هو الضجيج الذي يتسبب فيه سائقو الشاحنات طوال النهار وحتى الليل، حيث لم يقتصر الأمر على هؤلاء القاطنين فحسب وانما تعداه إلى المؤسسات التربوية ويتعلق الأمر بمتوسطة عيدوني لحبيب، التي تعرف هي الأخرى حالة كارثية نتيجة الغبار الذي عشعش على جدرانها ونوافذها، فحتى الأشجار اكتست حلة بيضاء بالأتربة المتطايرة، وبالإضافة إلى صوت المينا القوي الذي بات يشكل مصدر ازعاج كبير لدى القاطنين، وحسب المواطنين فإن بلدية سيدي بن يبقى بها أزيد من 26 محجرة، والكل يقوم بتفجير الديناميت "المينا" 3 مرات في وقت واحد، وكأنها زلزال قوي يضرب المكان، كما أن هذه الاصوات قد خلفت تشققات بالسكنات المتواجدة بالمنطقة لاسيما اذا كانت في الليل حيث تتصاعد رائحة البارود التي تعم المكان، وحسب تصريحات المواطنين فإنهم لا يستفيدون من هذه المحاجر بأي شيء، لاسيما مناصب العمل، فقد حرم منها العشرات من شباب سيدي بن يبقى، وباتت توظف أشخاصا غرباء عن المنطقة، لذلك جدّدوا تنديدهم بسياسة التهميش التي طالتهم من طرف السلطات المحلية. 50% من السكان مصابون بالحساسية 50بالمائة من سكان بلدية سيدي بن يبقى، مصابون بالعديد من الأمراض التنفسية والجلدية الخطيرة، وفي مقدمتها الحساسية المفرطة بمختلف أنواعها، إضافة إلى التهاب القصبات الهوائية "الربو" والتهابات الرئة وغيرها، نتيجة الغبار المتطاير بطريق "المانيا"، حيث لا يخلو منزل من إلا وبه مصاب بالأمراض المذكورة، لا سيما الربو، وهذا حسب ما علم من هؤلاء السكان، والذين أضافوا أنه حتى حديثو الولادة لم يسلموا من تلك الأمراض، خاصة المتمدرسين بمتوسطة عيدوني لحبيب المحاذية لطريق المحجرة، وهو ما زادهم أعباء كثيرة، لاسيما وانهم مجبرون لا مخيرون على زيارة الطبيب على الأقل مرة كل أسبوع، مع العلم ان قاعة العلاج الوحيدة المتواجدة على مستوى البلدية تعمل من الثامنة صباحا الى غاية الثالثة مساء، وعليه فقد طالب هؤلاء المواطنون والي ولاية وهران بالتدخل العاجل لانتشالهم من هذا المشكل الذي بات يهدد صحتهم. سائقو الشاحنات يساندون سكان سيدي بن يبقى اعتبر، أمس، العديد من سائقي شاحنات نقل الحجارة من محاجر متواجدة بذات البلدية، أن مطالب المحتجين مشروعة، لاسيما بعد تخلف مدراء هذه المحاجر عن تهيئة الطريق، حيث أكدوا أنهم هم المتضررون إذ لا يستطيعون رؤية الطريق بسبب الغبار المتطاير، داعين إلى انجاز طريق اجتنابي لتفادي الانزلاقات، ولرفع الغبن عن هؤلاء المواطنين، وأضافوا أن الإهتراء الشديد لهذا الطريق قد أتلف شاحناتهم، لاسيما العجلات التي أصبحوا يغيرونها بين الحين والآخر علما أن ذلك يكلفهم حوالي 6 ملايين سنتيم، هذا بالإضافة الى ان المحاجر باتت تفرط في الحمولة، وهو ما يؤدي الى تناثر الحصى على الطريق، الى جانب في بعض الأحيان تتعطل الشاحنة مما يرغم هؤلاء السائقين على افراغها في الطريق، وحسب نفس المتحدثين فمن كثرة ثقل الحمولة، فإن أجنة الشاحنة تنفرج، كما اوضحوا في ذات السياق انهم يعانون بهذه المصانع لاسيما وأنهم يعرضون لأمراض خطيرة موضحين انه قد توفي عامل معهم نتيجة تعطل الشاحنة. رئيس بلدية سيدي بن يبقى: رفعنا الإنشغال أكثر من مرة إلى السلطات العليا" كشف رئيس المجلس الشعبي البلدي لسيدي بن يبقى بوزرواطة نصر الدين، انه قد رفع هذا الانشغال الى السلطات المعنية في عديد المناسبات، وإلى والي ولاية وهران شخصيا، الذي عقد خلال شهر جوان الفارط، اجتماعا جمع فيه رئيس بلدية سيدي بن يبقى ومدراء المحاجر وكذلك مديري المصنعين المتواجدين بالمنطقة ويتعلق الأمر بمصنع الرخام وكذلك مصنع الآجر، أين طلب منهم تخصيص مبالغ مالية لتهيئة الطريق، وبعد الاجتماع شرع بعض مدراء المحاجر في اشغال التهيئة التي لم تدم أكثر من 3 أيام فقط وتوقفت، والأدهى من ذلك أنهم ساهموا في اهترائها أكثر، كما أفاد نفس المتحدث أنه قد رفع نفس الانشغال الى المجلس الشعبي الولائي أين تم تخصيص لجنة مختلطة متكونة من مديرية الأشغال العمومية وكذلك لجنة البيئة والصحة، لمعاينة وضعية الطريق ومنذ ذلك الحين الى يومنا هذا لم يتبين أي شيء، فيما لا يزال الوضع على حاله منذ سبعينيات القرن الماضي، كما أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي أن مطلب السكان مطلب مشروع ولا غبار عليه، مع العلم أنه تنقل الى السكان خلال اغلاقهم للطريق، وفي عين المكان أجرى اتصالا هاتفيا مع مصالح الولاية لإعلام والي ولاية وهران أن السكان قد أغلقوا الطريق، وقد أشار في الأخير الى ان البلدية قد انتهجت جميع السبل لرفع هذا الاشكال عن المواطنين، مع تقديم مقترحات الى ولاية وهران بخصوص انجاز طريق اجتنابي وتفادي هذا الاشكال، الا أنه لا حياة لمن تنادي فقد باءت جميع محاولاتهم بالفشل. نائب المير: "المحاجر والمصانع لا تضخ فلسا واحدا للبلدية" وعلى صعيد آخر أفاد نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي خلف الله خلف الله، ان سكان البلدية قد انتفضوا ولم يتحملوا الوضع أكثر، وأن من حقهم المطالبة بإنجاز طريق اجتنابي بسبب الاضرار التي الحقت بهم جراء استعمال هذا الطريق المهترئ، كما أوضح في سياق الموضوع انه قبل سنوات الثمانينات كانت المحاجر تابعة الى البلدية وكانت تساهم بنسبة 75 بالمائة في ميزانية البلدية، إلا أنه وخلال أواخر الثمانينات تم تغيير ملكيتها، موضحا ان بلدية بن يبقى لا تستفيد من أي فلس من هذه المصانع والمحاجر، موضحا أن هذا المشكل قد حرم المستثمرين من الإستثمار بالمنطقة وذلك بسبب الغبار المتطاير ومشكل اهتراء الطريق.