نظرا لإجراءات تخلّف أحد العناصر المنخرطة في شبكة "شيخة" المستوردة و المروّجة للمخدّرات عن طريق جماعة إجراميّة عابرة للقارّات المتّهم (ب.م)، رغم تواجده رهن الحبس بمؤسّسة إعادة التّربيّة و التّأهيل بولاية "وهران"، ارتأت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، تأجيل الفصل في قضيّة استيراد و ترويج المخدّرات عن طريق جماعة إجراميّة منظّمة، و الحيازة على أسلحة حربيّة و ذخيرة حيّة، إلى الدّورة الجنائيّة المقبلة، أين أدانت غيابيّا وعلنيّا بحضور مستشاريها، 3 أشخاص متواجدين في حالة فرار بالسّجن المؤبّد، و هي ذات التماسات النّيابة العامّة . يتعلّق الأمر بالمتّهم (ب.س) 26 سنة، (س.س) 29 سنة و (ل.أ) 28 سنة. يؤخذ بملف القضيّة أنّه بتاريخ 15 أبريل 2009 و عند الرّابعة صباحا في الوقت الذي كانت فرقة السريّة 105 لحرس الحدود بصدد نصب كمين بمنطقة "تبلبالة" ولاية "بشّار"، حتّى شاهدت قدوم 4 سيّارات من نوع "تويوتا ستايشن" تسير في شكل واحد منتظم قادمة من الحدود المغربيّة مستعملة أضواء السّير فقام حرس الحدود من إطلاق عيارات ناريّة نحوها لغرض توقيفها، لكنّ السيّارات راحت تواصل السّير أين تمكّنت سيّارتان ومن بداخلها من مخدّرات و مهرّبين من الفرار نحو جهة مجهولة، في حين إنفجرت عجلات سيّارتين و تعطّلت في عين المكان . و عليه فقد تمّ تطويق المكان حيث تمّ العثور بداخل السيّارتين على 120 رزمة من المخدّرات قدّر وزنها الإجمالي ب 3 أطنان و 169 كيلوغرام من القنب الهندي إلى جانب سلاح من نوع "كلاشينكوف" مزوّد بحربة و بدون أخمس بالإضافة إلى مخزّنين فارغين ، 73 طلقة حيّة عيار 7.62 ملم منها 22 طلقة خطاطة ، شريط يحتوي على 25 حلقة فارغة خاصّة ببندقيّة رشّاشة من نوع "ف.م.ب.ك" و 10 أظرفة فارغة عيار 7.62 ملم مع جهاز اتّصال نوع "ثريا" مع برميل حديدي سعته 200 لتر به كميّة من البنزين . كما أسفرت معاينة السيّارتين اكتشف وجود نوابض أخرى حتّى تزداد حمولتها و تتمكّن من السّير في التّضاريس الصّعبة . عند استغلال الهاتف المحجوز تمّ الكشف عن الهويّة الحقيقيّة لصاحب السيّارتين ، ويتعلّق الأمر بالسيّارة الأولى المسجّلة باسم المتّهم (ل.أ) و تمّ شرائها عن طريق وكالة باسم (ب.م) و الثّانية باسم المتّهم (ب.س) 28 سنة . فقد أفضت تحريّات وحدات الدّرك بأنّ المتّهم (ب.م) سبق له و أن قام باقتناء15 مركبة من شركة "طويوطا" بالجزائر العاصمة و كلّها باسم المدعو (ل.ش) المتواجد في حالة فرار و محل بحث السّلطات الأمنيّة بحكم أوامر القبض الجسدي ضدّه التي باتت لا تحصى ،ليتّضح فيما بعد أنّ أحد السيّارات سبق لها و أن سجّل مرورها عبر الطّريق الوطني رقم 50 بمركز مراقبة "بولعظام" سنة 2008 و كان يقودها المتّهم (س.أ) 29 سنة عند استنطاق المتّهم (ب.م) خلال مراحل التّحقيق ، أنكر التّهم المنسوبة إليه جملة و تفصيلا مؤكّدا بأنّه قام باقتناء أزيد من 150 سيّارة من نوع "تويوتا ستايشن" لا لغرض انخراطه في شبكة مهرّبي المخدّرات و إنّما كان مقبلا على أن يصبح وكيلا معتمدا لشركة "طويوطا" بالجنوب الجزائري ، كما أنّه تاريخ الوقائع كان رهن الحبس المؤقّت بمؤسّسة إعادة التربيّة و التّأهيل .