فتحت مصالح الأمن تحقيقا معمقا، بعد أن وصلتها معلومة دقيقة حول دخول كميات كبيرة من المقويات الجنسية "الفياغرا" إلى السوق الجزائرية بطرق مشبوهة، حيث أفاد مصدر موثوق ل "الوطني"، أن مصالح الأمن تمكنت من حجز كميات كبيرة بعدد من الصيدليات بالعاصمة وهرانوعنابة وحتى بعض الولايات الجنوبية.توصلت مصالح الأمن إلى الخيوط الأولى للقضية التي وصلت مسامع الوزير جمال ولد عباس، الذي أوفد لجان تحقيق مختصة، حيث قال مصدر منها، أنها تمكنت من حجز كمية كبيرة من الفياغرا بكل من وهران وسيدي بلعباس ومستغانم، وبصيدليات الشرق الجزائري بكل من عنابةقسنطينةأم البواقي وباتنة، وحتى بصيدليات الجنوب الجزائري، حيث تمكن بارونات إستيراد الدواء من توريجها بسرعة فائقة، نظرا للطلب المتزايد على هذه المادة، التي لاتباع في الصيدليات فقط، وإنما حتى في الأسواق السوداء ببعض الولايات، حيث وصل سعرها إلى 200 دج في حين أن الأصلية تباع ب 2000 دينار. وقد توصلت مصالح الأمن إلى الهوية الحقيقة لمروج الفياغرا المسمومة، وهو شاب في الثلاثينات من العمر، يدعي برهوم الطلياني، دون أن تضيف مصادرنا أي معلومات أخرى عنه، على إعتبار أن القضية مازالت في التحقيق، حيث لم يتم لحد الآن التعرف على هويته، وعن الفياغرا المسمومة المروجة قالت مصادر على صلة بالملف، أن وزارة الصحة أخضعت عينة كبيرة منها إلى إختبارات مخبرية، كشفت أنها خطيرة، مما جعل القضية تحدث حالة طوارئ وزلزالا حقيقيا بكل من وزارة الصحة والمديرية العامة للجمارك والمديرية العامة للأمن الوطني، هاتين الأخيرتين تمكنا في ظرف وجيز، من سحب عشرات الآلاف من العلب الخاصة بهذا الدواء، الذي يسبب العقم والسرطان وأمراض أخرى مزمنة. ومن جهة أخرى، رجح مصدر الوطني، أن يكون هذا الدواء المقلد من الصين، خاصة وأن بعض الصيادلة تعرفوا عليه ورفضوا التزود بكمية منه، على غرار إحدى الصيدليات الكبيرة بالعاصمة، التي كشفت أنها رفضت التزود بمادة الفياغرا التي أحضرها أحد الموزعين في 22 من شهر نوفمبر الماضي، بعد أن شكّت في نوعيتها ومصدرها، غير أن عشرات الصيدليات الأخرى، تحصلت على كميات كبيرة منها نفذت في العديد من الصيدليات.هذا وإستنفرت مصالح الأمن قواها لمعرفة الطريقة التي وصلت بها هذه المادة إلى الجزائر، بعد التأكد أنها مستوردة من إحدى الدول الآسيوية، وبعد أن تم استبعاد فرضية صنعها في الجزائر حسب المصدر الذي أورد الخبر، وفي إنتظار ما ستسفر عنه التحقيقات، تبقي هذه القضية المثيرة للمتابعة.