تصدَّرت قضايا البطالة والفقر ومشاركة القطاع الخاص العربي أعمالَ القمة العربية الاقتصادية الثانية التي افتتحها الرئيس المصري حسني مبارك، أمس الأربعاء في منتجع شرم الشيخ وتأتِي هذه القمة في وقتٍ تشهد فيه عدَّة دولٍ عربية محاولات من قِبَل الشباب للتعبير عن احتجاجهم تجاه البطالة المتفشية وانتشار الفقر وغيره، وهو ما أدّى إلى الإطاحة بالنظام التونسي. وقال الرئيس المصري في كلمته: إنَّ الصندوق العربي، وقيمته مليارَا دولار، سيكون مخصصًا لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة" لتمكين الشباب العربي من المشاركة الفاعلة في المجتمع وتوفير فرص العمل، مشيرًا إلى أن العمل العربي الاقتصادي المشترك أصبح متطلبًا أساسيًا من متطلبات الأمن القومي العربي. وتطرق مبارك إلى الشباب العربي، وقال: إنه أغْلَى ما تملكه الدول العربية من ثروات وموارد، وأنه "بفكرهم وسواعدهم نصنع مستقبل أُمَّتِنا". كما أبْدَى ثقته فيما يمتلكه أكثر من 300 مليون عربي من طاقات وإمكانات وموارد، "وما يمتلكه الجميع سواء كانوا شعوبًا أو قادة أو زعماء من الإرادة والعزم والتصميم." وأكَّد على ضرورة تشغيل الشباب العربي وتوفير فرص العمل لهم، باعتبارها "واحدة من أهم ما نواجهه من تحديات وما نتطلع لتحقيقه من أهداف وأولويات، كما ستبقى جزءًا لا يتجزأ من جهودنا لتطوير التعليم والبحث العلمي على طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية الشاملة، وهدفًا رئيسيًا لسعينا لتعزيز الاستثمارات فيما بيننا." كما تطرق مبارك أيضًا في كلمته إلى دور القطاع الخاص، مؤكدًا على مساهمته في أعمال التطوير والتنمية في مصر، وخصوصًا في مجال تحديث البنية التحتية الأساسية من طرق ومياه وكهرباء واتصالات. وشدَّد على عزم القادة العرب على تدعيم العمل العربي المشترك، في أعقاب الأزمة المالية والاقتصادية التي عصفت بالاقتصاد العالمي خلال العامين الماضيين، موضحًا أنها أثرت كذلك على الدول العربية، ومعتبرًا أنها كانت الأخطر خلال القرن الماضي. وأشار الرئيس المصري إلى أنَّ الدول العربية دفعت "ثمنًا باهظًا لأزمة مالية وعالمية وتحملنا الكثير من خسائرها وتداعياتها." ودعا مبارك في كلمته العربَ إلى بلورة رؤية عربية مشتركة لسبل التعاون مع أزمات مماثلة، وإلى مواءمة التشريعات بما يُساهِم في تسهيل وتسيير مشاركة القطاع الخاص في مشاريع تطوير البنية التحتية. وقال: "إنّ التنمية العربية الشاملة آتية لا محالة مهما كانت الصعاب والتحديات" وأن السلام آتٍ لا محالة، "مهما كانت مراوغات الاحتلال (الإسرائيلي)." من جهته، دعا أمير الكويت في كلمته إلى "الوحدة الوطنية لحلّ الأزمة التونسية إثر الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، بعد احتجاجات شعبية." وأشار مشروع الإعلان الذي رفعه وزراء الخارجية يوم الثلاثاء إلى أنّ الأمن الغذائي يمثِّل أولوية قصوى للدول العربية وسوف يتم التعامل مع هذا الموضوع بفكر جديد ورؤية هادفة تضمن تحقيقه لمجتمعاتنا العربية، كما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية. واعتبر مشروع الإعلان أنّ الأمن المائي العربي أحد أولويات العمل العربي في السنوات القادمة، خاصة وأن تداعيات تغير المناخ من شأنها أن تؤثِّر على الموارد المائية وأن تزيد من ندرة تلك الموارد مما يستوجب العمل على تنفيذ استراتيجية الأمن المائي العربي في المنطقة العربية على اتساعها.