أبدى المنتخب الوطني الجزائري لكرة اليد الذي انهي مشاركته في الطبعة ال22 من بطولة العالم في مركز خامس عشر (15) جد مشرف من بين 24 دولة مشاركة استعدادات طيبة تنم عن مستقبل واعد لمنتخب صاعد خضع لعملية تشبيب كبيرة. فبالسويد نجح أبناء المدرب الوطني صالح بوشكريو من تحسين مرتبتهم المحققة في مونديال 2009 بكروايتا (المركز ال19) بعد تمكنهم امس الاثنين من الفوز على المنتخب الياباني العنيد بنتيجة (29-24) في المقابلة الترتيبية من اجل المركزين ال15 و ال16. وكان لغياب كل من برياح عبد الرحيم و شهبور عمر و بيلوم عمر بسبب الإصابة تأثيره الواضح على المنتخب الوطني الذي تمكن رغم هذا الاعتماد على خدمات عناصره الشابة الواعدة مثل كل من داود هشام (19 سنة) و حمود آيت الله الخميني( 21 سنة) و رحيم عبد القادر(21سنة) بالإضافة إلى العناصر الأخرى التي تملك خبرة اكبر نسبيا مثل بركوس مسعود (22سنة) و زواوي حمزة(24 سنة). هذا الأخير تألق طيلة مراحل المنافسة وختمها أول أمس الاثنين بطريقة رائعة بنجاحه في تسجيل ثمانية أهداف . وعلى الصعيد الحسابي لعب المنتخب الوطني الجزائري في هذا المونديال سبع مقابلات خمسة منها في الدور التمهيدي فاز فيها بثلاث مقابلات ضد كل من رومانيا و استراليا ة اليابان و انهزم في أربع مقابلات أمام كل من (صربيا و كرواتيا والدنمارك و كوريا الجنوبية). وكان المدرب الوطني السيد صالح بوشكريو قد أكد قبل تنقل المنتخب إلى السويد إن الهدف الأساسي من المشاركة هو الفوز بفريق و مجموعة متكاملة وليس الفوز باللقب أو المرور إلى الدور الرئيسي . "في هذا المونديال ساعطي الفرصة للعناصر الشابة (...) فنحن لا نسعى للفوز بكاس العالم لكننا نحرص على كسب عناصر تكون قادرة على حمل مشعل كرة اليد الجزائرية في المحافل التنافسية الدولية المقبلة و يحب مواصلة العمل بثبات بعد مونديال السويد" كما حرص بوشكريو على التاكيد عليه في مناسبات عدة. ورغم هذا الرضى إلا أن الأمر الأكيد إن الفريق الوطني سيبقى يتحسر لفترة طويلة على بدايته المتعثرة أمام المنتخب الصربي في المقابلة الأولى أين جانب أبناء بوشكريو الفوز الذي كان في متناولهم و انهزموا في المواجهة بنتيجة (25-24). فقد كان الفريق الوطني متقدم في النتيجة قبل ثواني قليلة من نهاية المقابلة قبل إهدائهم الفوز للفريق المنافس. وكان يمكن للفوز على منتخب صربيا- لو تحقق- أن يفتح الباب للمنتخب الوطني للتأهل للدور الثاني . وكان الانهزام أمام كل من كرواتيا (26-15) و الدنمارك (26-19) وهما من بين المنتخبات المرشحة للتتويج قبل إقصاء كرواتيا متوقع و منتظر منطقيا مثله مثل الفوز على المنتخب الاسترالي المتواضع (28-19). وقد حقق المنتخب الوطني انجازا كبيرا بفوزه على المنتخب الروماني العتيد بنتيجة (15-14) . وفي مواجهة كوريا الجنوبية لحساب مقابلة الدور نصف النهائي وقف المنتخب الوطني ند للند أمام تشكيلة متعودة على لعب الادوار الأولى .فبعد انتهاء المقابلة في وقتها الرسمي بنتيجة التعادل (23-23) انهار أبناء بوشكريو في الوقت الإضافي ب(29-24) . وبعد تلقيه ل109 هدف أنهى لمنتخب الوطني الجزائري منافسات الدور التمهيدي في موقع ثاني أحسن دفاع وراء حامل اللقب العالمي المنتخب الفرنسي الذي تلقى 106 هدف . وبالمقابل لم يسجل أبناء المدرب بوشكريو سوى 100 هدف الأمر الذي وضعهم في مركز ثاني أسوء هجوم في الدور التمهيدي.فقد وجد المنتخب الوطني الجزائري صعوبة كبيرة في التسجيل بسبب الغيابات النوعية في خط الهجوم على رأسها صانع الالعاب شهبور. وكانت هذه الطبعة ال22 من المونديال فرصة للاعب المخضرم عبد الرزاق حماد من تسجيل سادس مشاركة له في المنافسة العالمية ليحطم بذلك الرقم القياسي من حيث عدد المشاركات الذي كان بحوزة زملائه رضوان سعيدي و عبد الغاني لوكيل و سليم حمو نجال. وبعد انهائهم لمشاركتهم في مونديال السويد في المركز ال15 يتعين على "الخضر" استخلاص الكثير من الدروس تحسبا للمواعيد الدولية المقبلة على رأسها الألعاب الإفريقية المقررة في سبتمبر 2011 بموزمبيق و الالعاب العربية المقررة بقطر في شهر نوفمبر من نفس السنة.