أعلنت المعارضة الليبية المسلحة أن مدينة مصراتة تعرضت الأحد لقصف عنيف من قبل القوات الموالية للعقيد معمر القذافي.وقال ناطق باسم قوات المعارضة عرف نفسه باسم عبدالسلام، في اتصال هاتفي مع وكالة رويترز إن الوضع في غاية الخطورة في المدينة. وأضاف أن القصف اتخذ طابعاً عشوائياً ومن استهدف مركز المدينة، وطريق طرابلس الرئيسي، ومناطق سكنية. وأفادت الأنباء باستمرار سماع دوي الانفجارات والأسلحة الآلية في مصراتة. وجاء ذلك بعد إعلان الحكومة الليبية أن الجيش علق عملياته في مصراتة بشكل مؤقت، لإعطاء القبائل فرصة للتفاوض مع مسلحي المعارضة. وقال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم إن القوات الحكومية لم تنسحب من مصراتة ولم توقف حصارها للمدينة الساحلية. وكان يوم السبت الأكثر دموية منذ بدء محاصرة المدينة حيث قتل هناك أربعة وعشرون شخصا على الأقل. كما دمرت طائرة أمريكية بدون طيار أول أمس منصة لإطلاق الصواريخ تابعةً لقوات معمر القذافي بالقرب من المدينة الخاضعة لسيطرة المتمرّدين، وكانت تلك أول عملية تقوم بها طائرات أمريكية بدون طيار منذ بدء مشاركة هذا النوع من الطائرات في العمليات العسكرية فوق ليبيا يوم الخميس الماضي. وقال قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" أنها نفذت ما لا يقل عن ثلاثة آلاف غارة منذ أن تولت قيادة العمليات في ليبيا الشهر الماضي. وكان الكعيم قد صرح بأن القبائل المحلية في مدينة مصراتة ستتصدى لمسلحي المعارضة بأنفسهم إذا عجز الجيش عن ذلك. وقال الكعيم إن القبائل الموالية للعقيد القذافي تشعر بالغضب بسبب تأثير القتال سلبيا على حياتهم اليومية. وأضاف أن قبائل مصراتة تحاول إقناع مسلحي المعارضة بإلقاء السلاح خلال 48 ساعة.وجدد الكعيم التهديد بأنه في حالة فشل هذه المفاوضات فسوف يقوم مسلحو القبائل بعملية لإخراج المسلحين من المدينة. وقد أعلنت مصادر المعارضة تراجع قوات القذافي من وسط مصراتة لكنها شككت في إمكانية انسحاب القوات الحكومية من المدينة ومحيطها بالكامل. يشار إلى أن قوات القذافي تحاصر بالدبابات منذ أسابيع مدينة مصراتة المعقل الوحيد للمعارضة غربي البلاد. وأدى القتال العنيف إلى فرار المئات باتجاه الحدود التونسية عبر معبر الدهيبة الذي استولت عليه قوات المعارضة الأسبوع الماضي. وقد أفادت آخر الأنباء بوصول سفينة من مصراتة إلى تونس وعلى متنها نحو 137 من جرحى العمليات في تونس. من جهة أخرى صرح خالد الكعيم أن ليبيا وافقت على استقبال وفد من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم، وسيصل الوفد في السابع والعشرين من هذا الشهر، وقال الكعيم في مؤتمر صحفي "سيتمكنون من مشاهدة الواقع على الأرض بأم أعينهم. لأن لدينا معلومات بأن جرائم الحرب ارتكبت من قبل المسلحين، ومن قبل قوات الناتو أيضاً".