الطائرات الأمريكية دون طيار تنفذ أولى ضرباتها في ليبي انسحبت القوات الحكومية الليبية أول أمس من مدينة مصراتة بعدما يقارب شهرين من القتال مع المعارضة المسلحة المتمركزة هناك، وذلك في حين واصلت طائرات حلف شمال الأطلسي عمليات القصف واستهدفت صباح أمس عدة مناطق خاصة في طرابلس العاصمة والزنتان. نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم أكد أن الجيش انسحب من مصراتة ليترك أمرها للمواطنين وللقبائل القاطنة حولها، وأرجع عدم نجاح عمليات الجيش في المدينة التي تبعد 200 كلم عن العاصمة طرابلس إلى القصف الذي تنفذه قوات التحالف، مضيفا أن الجيش التقى القبائل المحلية التي ستحاول حسبه التحدث مع المعارضين أولا قبل أن تلجأ إلى قتالهم في حال أخفق الحوار كما قال، وذكر أن القبائل أبلغت الجيش بأنه إذا لم يستطع القيام بذلك فستقوم هي بتلك المهمة، في حين نقلت وكالة "رويترز" عن متحدث باسم المعارضة المسلحة أن مدينة مصراتة أصبحت "حرة" وأن من بين قوات القذافي من قتل وآخرون يفرون منها، وأكد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة في بنغازي أن الأسلحة التي يستخدمونها تم شراؤها بأموال ليبية أو وصلت هبة "من الأصدقاء". طائرات الناتو قصفت عدة مناطق في ساعة مبكرة من صباح السبت بينها العاصمة طرابلس والزنتان مما أسفر عن مصرع خمسة أشخاص وجرح ثلاثة آخرين وفق مسؤولون حكوميين، وأكدت مصادر صحفية وقوع عدة غارات من طائرات الناتو على عدة مناطق، منها استهداف رتل لكتائب القذافي كانت تحاول الالتفاف نحو حقل نفطي في أجدابيا، وسمع دوي انفجارات شديدة وصوت المدفعية المضادة للطيران كما سمعت صفارات سيارات الإسعاف بعد ذلك. وأعلنت أمس وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون- حسبما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية- أن طائرات دون طيار من طراز "بريداتور" قد نفذت زوال أمس أولى ضرباتها على أهداف تابعة لقوات القذافي دون أن تقدم المزيد من التفاصيل، وهي طائرات يتم التحكم فيها عن بعد . وكانت عدة انفجارات دوت مساء الجمعة الماضية وسط طرابلس التي شهدت أجواؤها تحليقا كثيفا لمقاتلات الحلف الأطلسي تلتها سلسلة أخرى من الانفجارات، كما أفاد صحافيو وكالة "فرانس برس". وكالة الأنباء الليبية أكدت أن الناتو شن غارات على مدينة الزنتان جنوب غرب طرابلس مساء الجمعة ، حيث تتكثف المواجهات مع المعارضين المسلحين الذين يسيطرون على أماكن عدة من المنطقة، حيث أفادت الوكالة بأن موقعين مدنيين بمنطقة الزنتان تعرضا مساء الجمعة "للقصف العدواني الاستعماري الصليبي" مما أدى لمقتل شخصين وجرح ثلاثة آخرين. دون أن توضح طبيعة الأهداف التي تعرضت للقصف بهذه المنطقة الواقعة على بعد نحو 150 كلم جنوب غرب طرابلس. وفي محيط أجدابيا والبريقة شرق ليبيا، بدا الوضع في طريق مسدود كما اعترف بذلك الأمريكيون بالرغم من تأكيد الناتو تدمير ثلث قوات القذافي، وذلك بعد تدخل قوات الائتلاف الدولي منذ 19 مارس الماضي بتفويض من الأممالمتحدة بموجب القرار 1973 وتولى حلف شمال الأطلسي قيادة العمليات منذ 31 من نفس الشهر .