علمت "الوطني" من مصادر موثوقة، أن فندق النهضة الحائز على علامة ماريوت الدولية، سيظل مغلقا إلى ما بعد الصيف القادم، ومن جهة أخرى أوعزت مصادر محلية أسباب الغلق للفندق التي استهلكت استثماراته نحو 1200 مليار سنتيم، من قبل الشركة الجزائرية للإستثمارات الفندقية، إلى أسباب تقنية، أجلت عملية دخوله الخدمة، لكن الأزمة ليست في الأسباب التقنية، خاصة وانه افتتح أبوابه خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية، حيث أقام فيه ليلتين كاملتين رفقة ضيوف تلمسان في الإفتتاح الرسمي لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وإنما في كلفة الإستثمارات التي يمكن أن تتجه نحو المزيد من العجز في المداخيل، نظرا للأسعار المرتفعة في الإيواء وباقي الخدمات، إذ أن تكلفة ليلة واحدة في غرفة بأقل الخدمات الممكنة، تتجاوز 15 ألف دينار، وتصل في الغرف الراقية والأجنحة، إلى نحو 10 ملايين سنتيم، وهو ما يعتبر خياليا بالنسبة للواقع المعيشي للعائلات الجزائرية، ويرى بعض المختصين، أن إنجاز هياكل فاخرة بهذا المستوى ليس عيبا، وإنما العيب في التكاليف المرتفعة التي قد تحيل مثل هذه الفنادق على البطالة، خاصة عندما نتحدث عن تلمسان التي تحتضن تظاهرة تنتهي بحلول سنة 2012، فما هو مستقبل الفندق الذي استثمرت فيه الخزينة العمومية 1200 مليار سنتيم بعد هذه الفترة؟ وضعية أو مستقبل فندق الماريوت بهضبة لالاستي، ليس استثناء، ففندق الميريديان بوهران، الذي تم إنجازه في إطار تظاهرة الجينال في طبعته السادسة عشر، أغلق هو الآخر من طرف مجمع سوناطراك صاحب الإستثمار، وتثير بذلك مثل هذه الإستثمارات المرتبطة بتظاهرات محدودة، العديد من التساؤلات عن جدواها الإقتصادية، الأمر الذي من شأنه في حال تواصل هذه المهازل، أن يكسر الإستثمار السياحي برمته، ومن جانب آخر، وفي تلمسان دائما، يعرف فندق الزيانيين الذي انفق 60 مليار سنتيم في إعادة تأهيله وترميمه مع نهاية السنة الماضية ومطلع السنة الجارية، تشققات وتصدعات في بعض مواقع الترميم، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات عن مثل هذه المشاريع، ومستوى الرقابة التي تمت خلال عملية الترميم والتهيئة، خصوصا وأن الخزينة العمومية تنفق أموالا ضخمة جدا، من أجل تحسين الأداء الخدماتي للفنادق ببلادنا، وتبدو المرافق الفندقية بتلمسان، في وضع حرج للغاية، نظرا لهذه المعطيات، وخضوع عمليات الإنجاز والترميم إلى اعتبارات غير سياحية .