يعتبر فندق ''الماريوت'' الموجود بأعالي هضبة لالة ستي بأعالي تلمسان ، أحد أهم الإنجازات السياحية التي عرفتها ولاية تلمسان من أجل النهوض بالقطاع السياحي من جهة، وكذا الإعتماد عليه في استقبال تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية من جهة أخرى. هذا المشروع الذي حطم كل الأرقام سواء في خدماته أو في مدة إنجازه التي لا تتعدى 15 شهرا، حيث انطلقت به الأشغال شهر جوان 2009 على أن يتم استلامه خلال أواخر أكتوبر 2010، ويتكون هذا الفندق من 3 أجنحة راقية مبنية على مساحة 4500م2 من أصل مساحة الفندق المقدرة ب 90 ألف م2. هذا المشروع الذي تولت إعداد دراساته شركة ''فابيس بارتنر'' الإيطالية أوكل إلى شركة صينية CSCEC لإنجازه، علما أن نفس هذه الشركة تولت في السابق إنجاز عدة منشآت كبرى في الجزائر على غرار فندق الشيراطون بالعاصمة وشيراطون وهران ومطار هواري بومدين ووزارة الشؤون الخارجية. غرف راقية وشقق دبلوماسية وقاعات رياضية وسمحت زيارة ميدانية قامت بها ''النهار'' الخميس الماضي من الإطلاع على تفاصيل أول فندق » ماريوت « في الجزائر والذي سيتوزع على 3 أجنحة وكل منها مرتبط بالآخر في شكل هندسي فني يسر الناظرين، حيث يخصص الجناح ''أ'' للإستقبال ويحوي 207 غرفة راقية وشقة رئاسية راقية و12 شقة دبلوماسية. كما يحوي غرفا خاصة بمسيري الفندق فيما يحتوي الجناح ''ب'' على قاعة الحفلات سعة 450 مدعو مقسمة إلى 3 أجزاء ما يمكن من إقامة 3 أعراس في آن واحد، في حين تحتوي الثلاث طوابق الأخرى على ثلاثة مطاعم راقية حيث يوجد مطعم ''البستان'' في الطابق الأول ومطعم ''القصر'' في الطابق الثاني ومطعم ''أربوسيك'' الراقي في الطابق الثالث، أما عن الجناح ''ج'' فقد تم تخصيصه لقاعة المحاضرات بلغت سعتها 780 شخص متبوعة ب 4 قاعات صغيرة للأشغال المغلقة وقاعات واسعة للأشغال المفتوحة. هذا وقد تم تخصيص الطابق الأرضي لمحلات راقية سيتم كراؤها بغية تزويد الفندق بالخدمات على الخصوص البنوك وشركات التأمين وكراء السيارات، زيادة على محلات لبيع العطور بغية تلبية حاجيات الفندق، وفي الجانب الأيسر للمدخل الرئيسي للفندق يوجد مسبح مجهز بآخر التقنيات، أما المدخل الخلفي الخاص بدخول السيارات فيواجهك مدخل مزين ببرك مائية متلألئة زادت من روعته، في حين توجد القبة الرئيسية التي تؤكد مدى التمسك بالفن الإسلامي العربي وأسفلها يوجد موقف السيارات الذي يتسع ل336 سيارة، ومن جهة أخرى في المنطقة الجنوبية توجد قاعة رياضية وملعب لكرة السلة وأخرى للتنس. وقد تقرر إقامة فندق ''الماريوت'' في هضبة لالة ستي على خلفية اهتمام رئيس الجمهورية بهذه المنطقة وتحويلها إلى قطب سياحي هام، حيث أشرف يوم 12 أكتوبر 2008 على تدشين عدة مرافق بهذه الهضبة وتحويلها من منطقة غابية مستغلة من قبل السكارى والمنحرفين إلى قطب سياحي جذاب، حيث تم إنجاز مركب سياحي مدعم ببحيرة متحركة ومركب خاص بالنباتات والبيولوجيا وآخر خاص بالمجاهدين، في حين تم تهيئة الساحل الجبلي للإطلال على تلمسان من فوق كما تم إقامة مركب رياضي هام خاص بالولاية، هذا ولتسهيل الإتصال مما بين المدينة والهضبة تم ربطها بالتليفريك، ما جعلها مقصدا للزوار من كل أنحاء الوطن، هذا وتم إنشاء ''الماريوت'' في تلمسان حيث بمجرد نزولك من غرفة التليفريك حتى يقابلك مدخل الفندق المزين بقبة خضراء ترمز إلى المعمار العربي، في حين زركشت قاعة الإستقبال بالجبس برسومات تناغمت مع الهواء المنعش، في حين تعمل الغرف بنظام مغناطيسي. ''الماريوت'' يوظف أكثر 800 جزائري .. والتسيير بطريقة أمريكية وقد أطلقت على الفندق الجديد تسمية ''رونيسانس تلمسان'' لكن تسمية »الماريوت« ترجع إلى المسير الأمريكي ''الماريوت'' الذي يدخل في شراكة مع الجزائر في تسيير هذا المشروع الضخم الذي سيفتح أبوابه مع بداية نوفمبر 2010، حيث من شأنه أن يوفر أكثر من 800 منصب شغل لشباب تلمسان كما سيدعم زبائنه ب3 حافلات تربط بين الفندق والمطار إضافة إلى سيارات طاكسي راقية، ومن شأن الفندق أن يتحول إلى قبلة للزوار من مختلف الأقطاب خصوصا وأن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ستفتح الآفاق أمام العالم الإسلامي في اكتشاف تلمسان، وروائع هضبة لالة ستي وروعة الإستقبال في فندق ''الماريوت'' الذي يعد إحدى عجائب تلمسان في الشكل والإستقبال وفي مدة إنجاز لم تتجاوز 15 شهرا تدخل ضمنها عملية التجهيز التي تكفلت بها الشركة الصينية التي تتولى إنجاز المشروع.