بعد موسم محلي محبط هو الاسوأ له في الدوري الانجليزي خلال عشر سنوات ، حقق فريق تشيلسي مساء اليوم الإنجاز الافضل في تاريخه ، حيث إنتزع للمرة الأولى لقب دوري الابطال الاوروبي لكرة القدم ليرسم إسمه بحروف من ذهب في تاريخ هذه البطولة العريقة التي تعود إلى 57 عاما ، بعد أن تغلب على بايرن ميونيخ الالماني في المباراة النهائية التي أقيمت على استاد آليانزا آرينا في عقر دار الفريق الالماني العريق . ولأن كرة القدم ليست اللعبة العادلة او التي تكافيء الفريق الأفضل او الأكثر سيطرة فقد خسر الفريق الأفضل، وجاء فوز الفريق الانجليزي بركلات الترجيح بعد ان انتهى الوقتين الاصلي والإضافي بالتعادل 1/1 بعد مباراة مثيرة ظهر فيها جليا تحالف الحظ مع الفريق اللندني الذي لعب معظم وقت المباراة مدافعا واستمات وكافح بطريقة واقعية ، لإنه كان في مواجهة منافس كبير يسانده مايقرب من 70 ألف متفرج ، وفي غيبة أربعة من أفضل لاعبيه الاساسيين الموقوفين على رأسهم قائده جون تيري . أحداث المباراة في وقتها الاصلي شهدت تفوقاً وسيطرة من أصحاب الارض معظم الوقت ، ولكنهم لم يتمكنوا من استثمار استحواذهم او الفرص الخطرة التي لاحت لهم على مدي المباراة التي ادخرت قمة الإثارة فيها للدقائق السبع الاخيرة ، حيث سجل توماس مولر الهدف الاول لبايرن في الدقيقة 83 ، وبينما كان الالمان يتأهبون لنهاية المباراة قبل دقيقتين من الختام خطف الايفواري دروجبا هدف التعادل من ضربة ركنية ، وامتدت الاثارة إلى الوقت الإضافي حيث أهدر روبن ضربة جزاء بعد عرقلة دروجبا لفرانك ريبيري من الخلف، ليخسر البايرن فرصة التسجيل ويخسر مهاجمه الخطير الذي خرج مصاباً ويكتفي دروجبا المحظوظ بإنذار، في تكرار لما حدث منه في مباراة برشلونة ، حينما عرقل فابريجاس وتسبب في ضربة جزاء أهدرها ميسي. وفي الدقيقة 83 ، يأتي التتويج الالماني أخيرا ، من خلال هجمة من الجناح الايسر ، حينما يقترب كروس من حافة منطقة الجزاء ويرفع كرة عالية يقفز لها لاعب الوسط المهاجم مولر ويضربها برأسه في الارض ، فتخدع تشيك حارس تشيلسي وتسكن مرماه هدفا ثمينا ، بدا وكأنه الحل المثالي لمشكلة اختراق الدفاع المغلق للبلوز. فريق البلوز العنيد لم يستسلم، ودفع دي ماتيو بفرناندو توريس بدلا من كالو، لمحاولة إدراك التعادل، وفي المقابل ورغم ضغط البايرن يدفع هايكنز بالمدافع فان بويتن بدلا من صاحب الهدف توماس مولر لتأمين الدفاع ، ولكن تحمل الدقيقة 88 مفاجأة مثيرة لصاحب الأرض، فقد حصل البلوز على ركلة ركنية ربما هي الأولى لهم في الشوط، ومنها يرفع خوان ماتا الكرة على رأس الفيل الايفواري دروجبا الذي قفز كالفراشة ولسع الكرة كالنحلة داخل مرمى نوير مسجلا هدف التعادل الذي أعاد المباراة إلى حافة البداية مرة أخرى. وتتواصل الإثارة في الوقت الإضافي ، حيث يتبادل الفريقان الهجمات بشكل مفتوح، وبعد 3 دقائق يعرقل دروجبا المرتد للدفاع فرانك ريبيري من الخلف داخل منطقة الجزاء ،ليخرج ريبيري مصاباً من المباراة، ويتصدى آرين روبن لضربة الجزاء ولكنها يسددها برعونة لينقذها بيتر تشيك ببراعة ، ليمنح الأمل مرة أخرى لفريقه، ويحاول أوليتش بديل ريبيري مساندة جوميز وروبن دون جدوى، خاصة مع المعنويات المرتفعة للاعبي البلوز ، الذي شعروا أن الحظ كان يساندهم بقوة ، وينتهي الوقت الإضافي بالتعادل ، وتمتد مساندة الحظ للبلوز في ركلات الترجيح التي بدأت وكأنه ستهدي اللقب للالمان ، ولكن الحارس تشيك وزملاءه يتفوقون على أنفسهم ويحسمون اللقب الاول في تاريخهم في واحدة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ المسابقة.