افتتح المنتخب الوطني مشواره في تصفيات كاس العالم المقرر إقامتها بالبرازيل 2014 بفوز كبير، وبرباعية كاملة دك بها أشبال الناخب البوسني وحيد حليلوزيتش شباك المنتخب الرواندي ، حيث استطاع رفقاء القائد مهدي لحسن على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة من تجاوز منتخب رواندا بسهولة، في لقاء برز فيه بشكل لافت للانتباه مهاجم غيماراش البرتغالي هلال سوداني، من خلال إمضائه لثنائية. ورغم الأداء الجيد المقدم من طرف لاعبي المنتخب الوطني أول أمس، بشهادة التقنيين والناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، الذي يكون قد دون في كناشه عدة ملاحظات حول النقائص التي بدت على تعداده في المواجهة الفارطة، قصد العمل على تصحيحها في أقرب الآجال، باعتبار أن رفقاء فغولي سيكونون على موعد مع امتحان حقيقي، يعد الأصعب في الفترة الأخيرة، من خلال مواجهتهم لمنتخب مالي يوم 10 من الشهر الجاري. حليلوزيتش الذي بدا في قمة السعادة بالرباعية المسجلة، طالب بضرورة وضع الأرجل على الأرض، باعتبار أن الصعب قادم، بدءا بلقاء الأسبوع القادم أمام مالي في الجولة الثانية من تصفيات المونديال، حيث أكد مدرب الفيلة السابق، أنه سيدرس الفريق الخصم جيدا، قصد العمل على مباغثته، خاصة وأن اللقاء سيجري في ملعب محايد كما سبق وأن أعلنت عنه الفيفا، وهو ما يصب في صالح المنتخب الوطني، مؤكدا أن لقاء مالي سيكون بمثابة الامتحان الحقيقي، الذي سيقيم على ضوء نتيجته مستوى التشكيلة التي بحوزته. ولم يود المدرب البوسني إفساد فرحة الانتصار على عناصره خلال الندوة الصحافية التي عقدها عقب اللقاء، حيث شكر الجميع على المجهودات الجبارة التي بذلوها فوق أرضية الميدان، مشيرا أن منحى التطور في تصاعد مستمر، وسيعمل على الذهاب في هذا الاتجاه للوصول إلى المستوى المطلوب، في الوقت الذي أكد فيه أنه سيصحح عدة أخطاء ظهرت في اللقاء الفارط، خاصة في الصراعات الثنائية والكرات العالية، باعتبار أن المنافس المالي يجيد اللعب على هذه الجزئية، وهو ما يجعله يراجع حساباته من أجل تحقيق الانتصار، الذي من شأنه أن يضع رفقاء مصباح على الطريق الصحيح لبلوغ الدور الثاني من التصفيات المونديالية. ضيعنا الكثير من الفرص ونفتقد للثقة في الخلف وفي تشريحه لمباراة رواندا، أكد حليلوزيتش أن لاعبيه أضاعوا العديد من الفرص، حيث كان بمقدورهم الفوز بنتيجة أثقل، وهو الذي يعشق الأهداف، بدليل فرحته الغامرة عقب إمضاء سوداني للهدف الرابع، إلا أن ذلك لا يعني أن أشباله لم يؤدوا بشكل جيد، بل بالعكس الجميع أدى دوره كما يبغي وتحلى بالانضباط التكتيكي فوق المستطيل الأخضر، ولم يفوت حليلو كما يحلو للأنصار مناداته الفرصة للوقوف عند نقطة مهمة، وهي إخراج الكرة بطريقة نظيفة من الخلف، خاصة في حالة التواجد تحت ضغط المنافس، مرجعا ذلك إلى افتقار عناصر القاطرة الخلفية للثقة اللازمة، والتي ستأتي بمرور المباريات، خاصة وأن الفريق اجتاز عقبة ال 400 تمريرة في كل مباراة، وهو رقم جيد حسبه، ويؤكد أن لاعبيه متمكنين في الكرة من الناحية االفنية. فرضنا منطقنا وليس ضعف المنافس من أهدانا الفوز وواصل التقني البوسني حديث بالتأكيد، أن لاعبيه فرضوا منطقهم على المنافس، رغم البداية المحتشمة، والتي أرجعها إلى توتر أشباله بسبب رغبتهم الكبيرة في تحقيق النقاط الثلاث، وإسعاد الجماهير، مشيرا أن الأمور سارت في الاتجاه الصحيح مباشرة بعد الهدف الأول الذي أمضاه فغولي، ما سمح لكتيبته من الاستحواذ على الكرة، والضغط على المنافس، الذي لم يمن ضعيفا بدرجة حاول الكثير تصويرها، مضيفا أنه لا يمكن لأي فريق في العالم أن يفوز برباعية نظيفة دائما، باعتبار أن كل فريق يلعب وفق الإمكانيات المتوفرة لديه، وهو ما يجعله سعيدا ومتفائلا بالمستقبل. ضيعنا عدة فرص بسبب نوعية الكرات وفي سؤال حول الفرص الكثيرة التي أضاعها اللاعبون خلال اللقاء، أشار حليلوزيتش أن البعض منها راجع إلى نوعية الكرات، التي لعبت بها المباراة، والتي تعتبر سريعة ويصعب التحكم فيها بسهولة، رغم أن اختيارها كان من طرف اللاعبين، إلا أن الأداء المقدم فوق المستطيل الأخضر، ووقوفه على عدة نسوج كروية تم تطبيقها خلال الحصص التدريبية يجعله يؤمن بإمكانية بلوغ الأهداف المسطرة مع الفاف، خاصة وأن الأنصار يعلقون آمالا كبيرة عليه وعلى الجيل الجديد من اللاعبين، من أجل إعادة الأمجاد واستعادة هيبة الكرة الجزائرية. بودبوز وفغولي قوة المنتخب الجديدة كما أشاد مسؤول العارضة الفنية للمنتخب الوطني بالثنائي فغولي وبودبوز، الذي لعب لأول مرة مع بعضهما البعض، حيث أكد أن اللاعبين المذكورين ليسا في قمة العطاء في الوقت الراهن بسبب الإرهاق والإصابة، إلا أنه متأكد من مواصلة تطورهما في السنوات القادمة، مما يعود بالفائدة على المنتخب الوطني، حيث سيكون الثنائي القوي الذي يشعل النار في دفاعات المنافسين، تاركا الانطباع أن الأعوام القادمة ستكون لصالح بودبوز وفغولي، بعدما منح مفاتيح لعب المنتخب لوسط ميدان فالنسيا الإسباني، وهو ما يعني أن حليلوزيتش يعول كثيرا عليهما من أجل قيادة الخضر نحو منصة التتويجات القارية. لسنا أقوياء ويجب الفوز خارج الديار من أجل التأكيد ولم يغتر المدرب الوطني بالفوز العريض المسجل أول أمس، حيث أشار أن كتيبته ليست قوية بالشكل الذي يريده، حيث يريد الفوز خارج القواعد من أجل التأكد من مدى تطور أداء لاعبيه، وهو ما سيجيب عنه عقب لقاء مالي، الذي يعد المحك الحقيقي، حيث قال في هذا الصدد: لسنا أقوياء وعلينا الفوز خارج الديار حتى نتأكد من مدى قدراتنا على مجابهة الكبار، معتبرا أن لقاء مالي ثالث دورة الكان الأخيرة هو الامتحان الأول الحقيقي للاعبيه، وعلى ضوء المردود المقدم سيقيم الجميع، ويستخلص عدة ملاحظات، بعد قرابة السنة من العمل مع المنتخب الوطني. علينا تصحيح بعض الأخطاء قبل لقاء مالي وفي خضم الفرحة، لم ينس مدرب ليل السابق التطرق إلى بعض الهفوات التي ظهرت على أداء لاعبيه، قصد العمل على تصحيحها قبيل اللقاء الهام أمام منتخب مالي، والذي يعلق عليه حليلوزيتش آمالا كبيرة، من أجل مواصلة النتائج الايجابية، التي حققها منذ إمساكه بالعارضة الفنية للمنتخب الوطني، حيث أشار أنه يجب معالجة طريقة التعامل مع الكرات الهوائية، والتي تعد أحد أهم نقاط قوة المنتخب المالي، مشيرا أنه سيتطرق إلى هذه الأمور مع لاعبيه اليوم، بعدما استفادوا من يوم راحة أمس، من أجل الاسترجاع وكسر الروتين، قبل العودة إلى جو التدريبات والمران.
