مع استمرار وباء الحمى القلاعية وانتقال العدوى إلى المواشي ألقى انتشار وباء الحمى القلاعية بالجزائر بتداعياته على إنتاج وبيع واستهلاك اللحوم الحمراء " الغنمي والبقري " التي تراجعت بنسبة كبيرة ، حيث عزف الكثير من المواطنين عن شراء اللحوم الحمراء مفضلين تعويضها بالدجاج الذي يعرف إقبالا كبيرا رغم سعره الذي لا يقل عن 300 دج للكلغ وكذا السمك وتحديدا السردين الذي وجد الجزائريون ضالتهم فيه في هذه الفترة الصيفية بعد أن عرف سعره انخفاضا معتبرا تراوح بين 100 و 150 دج للكلغ، أو شراء اللحم المجمد المستورد. ابدى العديد من الجزارين تخوفهم من استمرار وباء الحمى القلاعية الذي أصاب الأبقار منذ اكتشاف البؤرة الأولى في 25 جويلية الفارط بدائرة بئر العرش بولاية سطيف واستمرار انتشار الوباء عبر مختلف الولايات وعدم تحكم وزارة الفلاحة في القضاء نهائيا على الداء لحد الآن، وقال البعض منهم في تصريح " لليوم " أن الأمر اثر سلبا عليهم وبات الطلب على اقتناء اللحوم الحمراء بشكل خاص منخفضا منذ ظهور الوباء " المستهلك متخوف من استهلاك اللحوم الحمراء، خاصة وأن الوباء انتقل من الأبقار إلى المواشي حيث تتحدث بعض المصادر عن إصابة بعض المواشي بولاية البويرة بالحمى القلاعية". وفي السياق نفسه قال احد الجزارين ببلكور بأن تخوف المستهلك زاد أكثر بعد أن أعلنت وزارة الفلاحة بأنه لا خطر من تناول لحم البقرة المصابة بوباء الحمى القلاعية في حين أكد البياطرة خطورة تناوله على صحة المستهلك مما جعل الجميع يعزف عن اقتناء اللحوم الحمراء بشكل خاص مفضلين استهلاك الدجاج والأسماك وخاصة السردين الذي انخفض سعره إلى أكثر من نصف ثمنه، وأضاف هذا الأخير أن قلة الطلب جعل بعض الجزارين خاصة بالنسبة للبقري الذي كبد بعض الجزارين خسائر مالية فادحة أجبرهم على غلق محلاتهم مؤقتا في انتظار القضاء النهائي على وباء الحمى القلاعية، كما أن ارتفاع سعر اللحوم الحمراء في المذابح وفي القصابات التي بقيت مفتوحة بسبب نقص التموين أي أسواق المواشي التي أغلقت بعد اكتشاف مرض الحمى القلاعية زاد أكثر في مقاطعة شراء اللحوم وهو ما وقفت عليه " اليوم " خلال هذه الأيام حيث أغلقت العديد من محلات الجزارة في العاصمة مثل الابيار، الشراقة، بئر مرد رايس، القبة، سطاولي والشأن نفسه في مختلف مناطق الوطن خاصة الولايات التي اكتشف فيها الوباء وعددها تسعة عشر ولاية على غرار المدية، خنشلةسطيف، تيزي وزو، البويرة، برج بوعريريج، البليدة والعاصمة وكذا غليزان. كما أكد الجزارون الذين تحدثنا معهم أن قرار وزارة الفلاحة بغلق جميع أسواق الماشية قد أثر سلبا عليهم باعتبار أن أغلب الجزارين يشترون الكباش وحتى الأبقار من هاته الأسواق ويذبحونها بأنفسهم دون الاعتماد على المذابح، وفي ظل غلق أسواق الماشية يضطرون إلى غلق محلاتهم أو الاعتماد على شراء الكباش مذبوحة من المذابح كما قد يكتفون ببيع الدجاج واللحم المجمد المستورد و " المرقاز". ويطالب الجزارون وزارة الفلاحة أن تسارع من أجل القضاء على وباء الحمى القلاعية الذي انتقل من الأبقار الى المواشي قبل موعد عيد الاضحى المبارك حتى لايقضي الجزائريون هذا العيد دون شراء الأضاحي أو اللحم الطازج وحتى لا يكون أيضا مصير الجزار البطالة في مثل هذه المناسبة التي من المفروض أنها الفرصة السانحة من أجل الربح. مالك ز