قدم الخبير في الإتصال والتسويق الإعلامي البلجيكي بيار جيلبار مداخلة بالمركز الثقافي الفرنسي أول أمس، تمحورت حول مجموعة كبيرة من النقاط المتعلقة بممارسة الإتصال اليوم في العالم من خلال إنطلاقه من مجموعة من التجارب والمرجعيات التي لها صلة بتاريخ وتطور عالم الإتصال والإعلام عموما ولكن أيضا من خلال مراجعة حقيقية للأسس الإتصال المتعارف عليها. وبعد أن تطرق الى مجموعة من العناصر التي لها صلة بتاريخ الإتصال وظهور الطباعة على يد قتنبورغ، عرج المحاضر الى موضوع لها صلة بالتسويق السياسي وكيف فشكل بعض المرشحين لرئاسة أمريكا ونجاح آخرين وهذا نتيجة عدم التحكم في أدوات الإتصال الجماهيري ويقصد التلفزيون والإذاعة، كما تحدث المحاضر عن تطور الصحافة المكتوبة وخاصة في الإخراج وإستعمال الصور.. الذي جاءت مداخلته مشوقة جدا بإستعمال الشاشة الكبيرة في تقديم العناصر المختلفة للمداخلة التي إستغرقت أكثر من ساعة وخصصها في الشق الثاني الى مجموعة من الأسس المتعلقة بالعلاقة بين المرسل والمستقبل ودلالة الرسالة المرسلة وفاعليتها وشدد المحاضر الذي شغل خبير في الإتصال لدى وزارة ترقية الاستثمارات الجزائرية خلال العامين الماضيين على ضرورة نقد أسليب الإتصال حتى نتمكن من تطويرها خاصة وأن العالم كما وظفه بيار يعيش حالة من التحولات التكنولوجية الرهيبة وخاصة في ميدان الاتصال بمفهومه الشامل.وفي هذا الصدد أكد المتحدث الذي شغل عدد من المناصب في مؤسسات خاصة وحكومية أنه من الواجب التحكم في العناصر الخمسة في الإتصال وهي :"المرسل، المستقبل، الرسالة الوسيلة، ورجع الصدى أو الأثر" التي هي جوهر العملية الإتصالية ومدى نجاعتها في مختلف الميادين الدعائية والإعلامية سواء أكانت حكومية أو ترويجية(سياسية أو تجارية). وخلفا لهذا هناك مسألة شدد عليها المحاضر كثيرا وهي العقل البشري وكيفية إستقباله وتعاطيه مع المواد الإعلامية والإتصالية التي تحيط به من مختلف الوسائط والأجهزة.. للإشارة أن الأستاذ والخبير بيار جليبار يعمل منذ أكثر من ثلاثين عاما في ميدان الإتصال ، سقل فيها مقاربات مختلفة في الميدان في مختلف مجالاته سواء تعلقت بالتسويق التجاري، السياسي أو الثقافي وقد سمحت له مناصبه المختلفة في المؤسسات الحكومية والخاصة من التأكيد على أهمية الإتصال الجيد الذي ينطلق أساسا من التبسيط التي من شأنها أن يرتقي بالعملية التنموية.