"غير سليمة" لدخول مجلس الأمة دعا، أمس الثلاثاء، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، إلى ضرورة التصدي للسلوكات "غير السليمة" التي يلجأ إليها عدد من الراغبين في خوض غمار انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، المقرر إجراؤها شهر ديسمبر المقبل. اعترف بلخادم، أمس، في كلمة ألقاها لدى إشرافه على افتتاح اجتماع المشرفين الولائيين على استحقاق ديسمبر المقبل، أن الأفلان مقبل على دخول "معركة لا تستعمل فيها الوسائل الشريفة" وتأسف ل"طغيان المال" على مبادئ العمل السياسي في مثل هذه المواعيد الإنتخابية. وتأتي تصريحات بلخادم كرد فعل على ما نسب لبعض مناضليه، بمن فيهم مسؤولو بعض الولايات، من سلوكات منافية لمبادئ العمل السياسي النزيه، حيث وجهت لهم اتهامات من قبل أحزاب أخرى بالقيام بالمساومات للنجاح في استحقاق ديسمبر المقبل. وكانت زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، قد صرحت لدى اختتام أشغال الدورة العادية للمجلسها الوطني لحزبها الأسبوع الماضي بسيدي فرج، أن مسؤولين من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي والجبهة الوطنية الجزائرية، قد عرضوا المال على مناضليها "لبيع أصواتهم". وفي حضور لممثلي الصحافة الوطنية، ذهبت حنون بعيدا بتأكيدها أن مسؤول الأفلان ببسكرة مثلا عرض الملايين على مناضل بحزبها في نفس الولاية مقابل صوته. كما صرحت يومها : "أقول لمسؤولين بالأفلان في بسكرة، ارفعوا أيديكم عنّا، فلا دخل لنا في مشاكلكم". وأكدت أنهم يحاولون إقحام مناضليها في معاركهم الداخلية، مؤكدة أن الأمور وصلت لدرجة متقدمة من التميّع، موضحة أن أحد مناضلي الأفلان طلب من إحدى مناضلات حزب العمال، ادعاء أن زميلا له بالأفلان تحرش بها جنسيا. كل ذلك ليطيح به ويمنعه من الترشح في انتخابات التجديد النصفي. التصريحات هذه، أزعجت قيادة الأفلان خاصة وأنها صدرت عن مسؤولة سياسية بحجم حنون، مما يمس بصورة الحزب العتيد وسمعته، الأمر الذي اعتبر من بين الأسباب التي أدت إلى تحرك الأمين العام للأفلان ليعترف بطغيان المال. وقد قرر الحزب العتيد انتخابات أولية تمهيدية، قال بلخادم، أمس، إنها ستكون "من 20 إلى 25 نوفمبر المقبل"، لتوفير جو ديمقراطي يسمح لكل الراغبين في الترشح بنيل فرصتهم، لكن "وفق شروط ومقاييس مضبوطة" قال بلخادم أمس وأردف قائلا "لن نقصي أحدا وسنعطي الفرصة لكل مناضل يرغب في الترشح لهذا الاستحقاق وتتوفر فيه الشروط المطلوبة"، مؤكدا أن ذلك سوف يتم في "شفافية تامة". وباتت حرب الحصول على الأصوات شرسة أكثر فأكثر مع اقتراب معركة التجديد النصفي لمجلس الأمة التي تنتهي معها عهدة 23 من أعضاء الأفلان الذي يمثل الأغلبية في الغرفة العليا. وفي هذا الصدد، أعرب بلخادم، أمس، عن أمله في رفع عدد ممثلي حزبه بالغرفة السفلى للبرلمان. على صعيد آخر، جدد بلخادم تمسك حزبه بضرورة اعتذار فرنسا عن جرائمها الإستعمارية. وقال إنه "في الوقت الذي اعتذرت فيه ألمانيالفرنسا وبابا الفاتيكان لليهود وإيطاليا لليبيا، فإن العقلية الفرنسية ظلت متحجرة ولازالت تتحدث عن منافع الإستعمار من خلال سن ما لا يقل عن 15 قانونا لتلميع وتبييض صورة فرنسا الإستعمارية".