كشفت دراسة حديثة قام بها مكتب الدراسات والإستشارات "سيغما" أن سوق الإشهار بالجزائر والمغرب العربي ككل يشهد نموا هاما رغم الأزمة الإقتصادية العالمية. وينتظر أن تسجل البلدان المغاربية خلال السنة الجارية نموا ب 11 بالمائة في قطاع الاشهار، فيما يتوقع ان يبلغ النمو بالجزائر نسبة تفوق 12.8 بالمائة مما يسمح بتحقيق ايرادات ب 150 مليون دولار. وحسب ذات المصدر، فإن الانتعاش والحركية التي يسجلها سوق الإشهار بالجزائر والمغرب العربي يعكس واقع اقتصاد المنطقة، الذي لم يتأثر لحد الآن بتداعيات الأزمة المالية والاقتصادية وتحتل الجزائر المرتبة الثانية مغاربيا، من حيث حجم الإشهار بعد المغرب، حسب الدراسة التي أنجزها مكتب "سيغما" المتخصص في تقديم إحصاءات حول سوق الاتصال ووسائل الإعلام في المنطقة المغاربية والتي بينت أن شركة "أوراسوم تيليكوم الجزائر" هي ثاني أكبر معلن في المنطقة المغاربية بعد اتصالات المغرب، حيث خصصت 20.3 مليون أورو خلال 2007 لنشاط الدعاية والإشهار، أما المتعامل الهاتفي، اتصالات المغرب فبلغت مخصصاته الإشهارية 36.3 مليون أورو، وحلت ثالثة شركة "ميدي تيليكوم المغربية" ب 17.6 مليون أورو، أما المعلن الأول في تونس فاحتل المرتبة ال12 مغاربيا ب4.8 مليون أورو ويتعلق الأمر بشركة "أوراسكوم تيليكوم تونس" أما اتصالات تونس فحلت في المرتبة ال15 مغاربيا ب 3.7 مليون أورو، قيمة الاستثمارات الإشهارية.وفيما يتعلق بالقطاعات التي ينشط بها أكبر المعلنين، أظهرت هذه الدراسة أن 30 بالمائة من سوق الإشهار بالمنطقة المغاربية أنفقتها الشركات الناشطة في قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال، متبوعة بقطاع الصناعات الغذائية بنسبة 20 بالمائة ثم البنوك بنسبة 10 بالمائة، أما قطاع التجميل وأدوات الزينة فلم تتجاوز حصته 6.5 بالمائة، في حين بلغت نسبة قطاع الصناعات الكهرومنزلية 3.6 بالمائة من سوق الإشهار في المنطقة المغاربية. وفيما يخص نسبة الإنفاق الإشهاري مقارنة بعدد السكان فأشار المصدر إلى أن حصة الفرد الواحد في المغرب من الإنفاق الإشهاري بلغت 93 أورو، غير أنها تنخفض بشكل كبير في تونسوالجزائر، حيث لا تتجاوز 6 و3 أورو للفرد على التوالي، وهذه النسب ضعيفة جدا إذا ما قورنت بدولة مثل فرنسا، التي تبلغ حصة الفرد الواحد من الإنفاق الإشهاري 325 أورو. كما لفت المصدر، إلى الاهتمام الكبير للفضائيات العربية بسوق الإشهار في المنطقة المغاربية، من خلال تنصيب قنوات بالمنطقة، مثل "روتانا سنيما"، و"آم بي سي" المغاربية ومجموعة "أ آر تي. وتجدر الاشارة، إلى أن مداخيل الجزائر من الإشهار خلال ،2007 قد بلغت اكثرمن 13 مليار دج، وأن الحكومة شرعت في تنظيم سوق الإشهار، من خلال قوانين جديدة ، نافية أن يكون هناك احتكار من طرف الدولة للقطاع الإشهاري،و مؤكدة أن أكبر نسبة من الإشهار تتم خارج نطاق الوكالة الوطنية للنشر والإشهار التي تحوز على حصة 49 بالمائة فقط من العدد الإجمالي للإعلانات مقابل 51 بالمائة بالنسبة للخواص ، فيما تتقاسم الوكالة والخواص مناصفة مجال اللوحات الاشهارية.