مراد مدلسي يتلقى مكالمة هاتفية من أبو غيط أعربت مصر عن التزامها بالتعامل الحكيم مع مباراة كرة القدم التي ستجري غدا الخميس بأنغولا بين الفريق المصري والفريق الجزائري، في خطوة حكيمة لتفادي الانزلاق الإعلامي الذي أدى إلى الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة الفريقين بالقاهرة في 14 نوفمبر الماضي وتعرض عناصر المنتخب الوطني للاعتداء من قبل مناصرين مصريين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اتصل أمس بوزير خارجيتنا مراد مدلسي، واتفق معه على "ضرورة التعامل الحكيم" مع مباراة كرة القدم التي ستجرى بين منتخبي البلدين الخميس المقبل في أنغولا. وأوضح بيان من الخارجية الجزائرية أن أحمد أبو الغيط هاتف مراد مدلسي وهنأه على فوز الفريق الجزائري وتأهله إلى الدور نصف النهائي لكأس إفريقيا للأمم، وبدوره هنأ مدلسي نظيره المصري بتأهل فريقه إلى نفس الدور. من جهتها دعت الجامعة العربية، على لسان هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى إلى تجاوز أية خلافات بين مصر والجزائر، مشيرة إلى أنه ينبغي "استغلال المباراة المقبلة بين منتخبى مصر والجزائر المقررة غدا الخميس لتجاوز أية خلافات، وإثبات أن أواصر الود والعلاقات التاريخية بين البلدين أقوى من أن تنال منها أزمة عابرة". ورحب هشام يوسف "بالتوجهات الإعلامية الهادئة من الجانبين"، معربا عن "أمله في أن يمارس الإعلام دورا إيجابيا في الأيام المقبلة"، مؤكدا أن "النشاطات الرياضية بصفة عامة كانت دائما مناسبة للتقريب بين الشعوب ولا ينبغى أن نكون استثناء على ذلك، مضيفا أن العالم العربى يواجه أزمات شتى تتطلب التركيز عليها والاهتمام بها وأن توجه لها طاقات الشعوب العربية". من جهته عبر نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم هاني أبو ريدة عن تفاؤله بأن تكون المباراة المرتقبة بين مصر والجزائر "بداية للمصالحة بين جمهور البلدين العربيين"، قائلا "إننا لا بد وأن نستفيد من دروس المرحلة الماضية، لأن العالم كله يتفرج علينا، وأصبح منظرنا كعرب لا يسر عدوا ولا حبيبا"، مضيفا " المباراة ستلعب داخل المستطيل الأخضر، وليفز بها من يستحق وأنا واثق أن المشاعر نفسها موجودة لدى الإخوة في الجزائر". هذا وقالت صحف مصرية أن رئيس المجلس القومي للرياضة حسن سيتوجه إلى لواندا لمتابعة حيثيات اللقاء الذي سيجمع فريقي البلدين، ومنه بالمناسبة حث المناصرين المصريين الذين سينتقلون إلى أنغولا إلى التزام ما تمليه أصول المناصرة الرياضية. ويبدو جليا أن هناك أوامر صارمة أعطيت للإعلام المصري والذين تسببوا في الانزلاقات التي نتجت عن مباراة 14 نوفمبر، بأن يلتزموا في تعاطيهم مع المقابلة بالطابع الرياضي الصرف وعدم تكرار المساس بالجزائر وشعبها مثلما حدث. وقد ظهر ذلك في التعاطي الإعلامي المصري المغاير لما سلف، إلا بعض الاستثناءات. وقد أكد وزير الإعلام المصري أنس الفقي ضرورة التعامل الإعلامي مع مباراة مصر القادمة مع الجزائر بمنهج متوازن وتناول هادئ وبشكل موضوعي، موضحا في تصريح بعد لقائه رؤساء القنوات التلفزيونية، أنه "يجب ألا ندع العواطف تأخذنا بعيدا عن الموضوعية والاحترافية وأن ننطلق في تناولنا من منطلق قومي وليس من منطلق إقليمي واعتبارها مباراة رياضية وليست حدثا سياسيا". وناشد الفقي الصحف المصرية والقنوات الخاصة والإعلام الرياضي على وجه الخصوص التعامل مع هذا الحدث الرياضى الكبير بمنهج موضوعي متوازن بعيدا عن أي تعصب أو تحيز لجانب دون الآخر، منطلقين من شعار أن المباراة عربية والفائز عربي وأن العرب استحوذوا على نصف المربع الذهبي وهذا إنجاز في ذاته. كما أكد ضرورة النظر لهذه المباراة باعتبارها مباراة عربية-عربية والفائز فيها عربي وأن وصول فريق عربي للنهائي أيا كان علمه هو رصيد وإنجاز يتحقق للرياضة العربية.