كشفت فعاليات الملتقى الدولي الأخير حول الطاقات المتجددة الذى احتضنت فعالياته ولاية الأغواط عن تعزيز الجنوب الجزائرية بأحد أضخم المشاريع الطاقوية في العالم ، يعد حاليا لإنجازه بشراكة جزائرية اسبانية تحديدا بمنطقة "تيلغمت" شمال مدينة حاسي الرمل الصناعية بالأغواط و المتمثل في إنجاز محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية و الغاز وقد أبرزت التركيبة التقنية التي استعرضتها شركة "نيل الجزائر للطاقة الجديدة" صاحبة المشروع أن ذات الإنجاز الضخم يعد بمثابة نقطة تحول هامة في تاريخ عالم المحروقات لما له من خصائص علمية صنفته الاول من نوعه في العالم من حيث التقنيات التكنولوجية العالية بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك من خلال ما تضمنته أجندة الشرح و التحليل التي أشارت أن هذه المحطة الهجينة التي تجمع بين الشمس و الغاز تعد معلما إقتصاديا هاما من جانب تجسيد السياسة الدولية في ترويج الطاقات المتجددة و إستغلالها من أجل تطوير الوقود الأحفوري الذي من خصائصه العلمية تقوية الشبكة الكهربائية على المستوى الوطني و الدولي ،و تعزيز النظام الطاقوي المستديم الذي يعتمد في الاساس على الحريرات الشمسية التي تزخربها صحراء الجنوب الجزائري، كما أوضحت البطاقة التقنية لهذا المشروع الحيوي الذي تطلب إستثمارا جزائريا و أجنبيا بمبلغ 315.8 مليون يورو و الممتد على مساحة تقدر ب 152 هكتار من بينها 18 هكتار مخصصة فقط لتثبيت الصفائح الشمسية التي تعادل قوة 30 ميغاواط بما يفوق نصيب إنتاجه من الحقل الشمسي ب 50 بالمائة من مجموع إنتاج الكهرباء ، اضافة للطاقة المولدة من الغاز التي تصل إلى حدود 130 ميغاواط ، وتشير في السياق ذاته خريطة المشروع الهجين الذي تبلغ طاقته الصافية نحو 150 ميغاواط بمعدل قدرة إنتاج سنوية تضاهي مليار و 200 مليون كيلوواط سنويا، أن ذات المحطة ستكون بديلا إيكولوجيا و طاقويا فريدا من نوعه في العالم لاسيما في مجال استغلال الطاقة الكهربائية و بقدرة فائقة تصل إلى تغطية أبعد النقاط الدولية كما من خصائصه توفير ما لا يقل عن 1200 منصب عمل دائم في شتى الاختصاصات التقنية هذا وللتذكير أن أشغال هذه المحطة ذات التشغيل المزدوج للكهرباء و الغاز التي انطلق إنجازها فعليا على مستوى منطقة "تيلغمت" بمدينة حاسي الرمل أسندت تصاميمها من بناء و استغلال وصيانة إلى إحدى الشركات الإسبانية الرائدة عالميا في مجال إنجاز الوحدات الصناعية المتطورة فيما يتولى عملية الإشراف عليه فرع شركة نيل الجزائر للطاقة الجديدة، و هي مؤسسة تساهم فيها شركة سونلغاز و السوناطراك بمقدار 45 بالمائة لكل واحدة منها كرأس استثمار جزائري فيما تحتفظ شركة "سيم" الجزائرية ب 10 بالمائة من عدد الأسهم هذا ومن المعتقد أن يرى هذا المشروع الضخم الذي يدخل في إطار الشراكة الإسبانية الجزائرية النور في أفاق السنة 2010 موعد الإعلان عن ميلاد البديل الإيكولوجي للطاقات المتجددة في العالم.